الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المراقبة

قال المحاسبية: المراقبة: علم القلب بقرب الرب، كلما قويت المعرفة قوي الحياء من قربه ونظره -سبحانه وتعالى-:

قال بعضهم: استحي من الله على قدر قربه منك، وخف الله على قدر قدرته عليك.

وكان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت خطوة لغير الله، ولا نظرت إلى شيء لغير الله بها حياء من الله -عز وجل-.


وكان رقيبا منك يرعى خواطري وآخر يدعى ناظري ولساني     فما أبصرت عيناي بعدك منظرا
لغيرك إلا قلت قد رمقاني     ولا بدرت من في بعدك لفظة
لغيرك إلا قلت قد سمعاني     ولا خطرت من غير ذكرك خطرة
على القلب إلا عرجا بعناني

[ ص: 169 ] وبالجملة: فالتوحيد الإلهي عبارة عن ذل العبودية، وعز المحبوبية.

ومن استبدل ذلك بعبادة غير الله تعالى، ومحبته، فقد أشرك، ولم يعرف قدر الله، ولا قدر ربوبيته وعبادته.

وسيأتي بيان شرك المحبة في آخر هذا الكتاب، وبيان آفاته، وأنواعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية