الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
جهال العلماء والمشايخ

وأما جهال العلماء والمشايخ الذين يسكتون على هذه الأعمال والعقائد، فهم من جهلة الخلق، وعامة الناس الذين قال تعالى فيهم: أولئك كالأنعام بل هم أضل [الأعراف: 179].

وقال: إن شر الدواب عند الله الصم البكم [الأنفال: 22] الآية. فهم ليسوا في الحقيقة بعلماء، ولا مشايخ، بل هم من أجهل خلق الله بالله.

وما مرادهم بذلك إلا الأكل بالباطل، وهم شياطين في جثمان الإنس.

وقد أفصح القرآن عنهم إفصاحا واضحا لا يرتاب فيه إلا من أعمى الله بصر بصيرته.

قال سبحانه: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله [التوبة: 34].

والمراد بالأحبار: العلماء، وبالرهبان: المشايخ، والفقراء.

وهذا بين واضح مكشوف، لا حجاب عليه، ولا غبار. [ ص: 190 ]

ويؤيده الحديث الصحيح: «لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع».

فاتفق القرآن والسنة الصحيحة على بيان هؤلاء اللصوص في الدين، والمفسدين في الأرض بإفساد ما في الشرع المبين من توحيد رب العالمين.

ووجود هذا في الملة الإسلامية مما لا يمكن إنكاره لأحد، ولا يستطيع مشرك ولا مكابر أن يجحده.

وذكرهم السوالف الكفرية التي كانت لآبائهم شيء معهود، يعرفه من يعرف حالهم وقالهم، وهم كما قال تعالى: شاهدين على أنفسهم بالكفر [التوبة: 17].

التالي السابق


الخدمات العلمية