الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما الآية الثانية ، فقال : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وذكر فيه قصة الرجل الذي كثرت ذنوبه ، فأتى رسول صلى الله عليه وسلم، وأخبره ، وتاب ، فنزلت .

ثم قال: وهذا الحديث ينصر قول من فسر من يشاء بالتائب من ذنبه .

ولم يعلم الزمخشري من علم أصول الفقه شيئا ؛ لأنه لو قدرنا صحة هذا الخبر ، فهو آحاد ، وقواعد العقائد مبناها القطعيات دون الظنيات . [ ص: 360 ]

ومع ذلك، فالحكم الشرعي قد يكون له سبب خاص ، ويراد أعم من سببه ؛ كما سئل -عليه الصلاة والسلام - عن ماء البحر ، فقال : «هو الطهور ماؤه الحل ميتته » .

فكذلك وردت هذه الآية بصيغة «من » المقتضية للعموم ، وإن كان السبب على الخصوص ، فدخل هذا التائب في عموم : من شاء الله تعالى أن يغفر له ؛ غفر له .

وهذا الذي يقوله محققو أهل الحق ؛ كالقاضي أبي بكر -رحمه الله تعالى ، ومن سلك مسلك تحقيقه .

فبطل متمسك الزمخشري بها في وجوب تخصيص المغفرة بالتائبين ، والقطع بالمغفرة لهم ، فلم يقطع بالمغفرة لمن تاب من الكفر ؛ لقوله تعالى :

قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف [الأنفال : 38] ، والإجماع على ذلك، فكانت الدلائل هنا قطعية .

بخلاف من دلائله . . . ، فيكون المغفرة له على الرجاء ، وقد تقدم بيان هذا كله . انتهى .

وقال الملا كمال الدين حسين الواعظ الكاشفي الهروي -رحمه الله - في تفسيره المسمى : «المواهب العلمية » ، والمعروف بالتفسير الحسيني ، ما نصه :

إن الله لا يغفر بدرستي كه خدا يتعالى في آمر زد أن يشرك به آزاكه شرك آورند بدو وشريك كيرند در عبادت أو ويغفر ما دون ذلك وبيامرزد آن كناهي راكه غيراز شرك بوو لمن يشاء مرآنكس راكه خواهد أزر روى تفضل وإحسان نه بوسيلة عبادت وعرفان شيخ إمام زاهد فرموده كه مي آمرزد قبل العذاب ، هركه راخواهد وبعد العذاب جميع عصات راخواهد آمر زيد ومن يشرك بالله شرك آرد بخداي وانباز كير وباد فقد افترى بدؤ ستيكه افترا كرده باشد وبافته إثما عظيما دروغ بزرك را كه بدان ستحق عذاب بزرك كروو ، انتهى . [ ص: 361 ]

وقال في تفسير الآية الثانية : إن الله لا يغفر بدرستيكه نيامرز دخداي أن يشرك به آزاكه شرك آرديخداي ويغفر ما دون ذلك وبيامرز دايخه جزين ست لمن يشاء هركر خواهد بعده در شان نزولش بمان قصة شيخ ذكر كرده ومن يشرك بالله وبركه شرك آرد بخداي فقد ضل يس هرآينه كمراة شداز حق ضلالا بعيدا كمراهي دور يعني درعيات ضلالته مولانا شيخ عبد القادر صاحب -رحمه الله تعالى - موضح القرآن بزير ترجمة آيت ثانية اين فائده نوشته اندف أو بري ذكرتهامنا فقونكا جو بغمير كي حكم بر راضي نهراو رجدي راه جلي ية آيت قرماني كه الله شرك نهين بخشتاتو شرك فرمايا حكم بين شريك كرنيكو يعني سواي دين إسلام كي أوردين بسند كهي أو را وسبر جلي بس جودين هي سواي الإسلام كي سب شرك هي اكرجه بروجني بين شرك نه كرتي هون . انتهى .

قال الشيخ العلامة الحافظ عماد الدين بن كثير تحت تفسير الآية الأولى : إن الله لا يغفر أن يشرك به أي : لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء من الذنوب من عباده .

التالي السابق


الخدمات العلمية