الشرك في الربوبية
والنوع الثاني: الشرك بالله تعالى في الربوبية: كشرك من جعل معه خالقا آخر؛ كالمجوس، وغيرهم الذين يقولون بأن للعالم ربين؛ أحدهما: خالق الخير، والآخر: خالق الشر.
وكالفلاسفة، ومن تبعهم الذين يقولون بأنه لم يصدر عنه إلا واحد بسيط، وأن مصدر هذا العالم عن العقل الفعال، فهو وكل ما تحته، ومدبره. [ ص: 73 ]
وهذا أشد من عباد الأصنام، والمجوس، والنصارى، وهو أخبث شرك في العالم؛ إذ يتضمن من التعطيل، وجحد الآلهية، والربوبية، وإسناد الخلق إلى غيره سبحانه ما لم يتضمنه شرك أمة من الأمم.
وشرك القدرية مختصر من هذا المطول، وباب يدخل منه إليه.
ولهذا شبههم الصحابة -رضي الله عنهم- بالمجوس كما ثبت عن ابن عمر، وابن عباس.
وقد روى أهل السنن فيهم ذلك مرفوعا: «إنهم مجوس هذه الأمة».