التوكل
وهو التعويل على الله وحده، وصدق الالتجاء إليه، والاعتماد بالقلب عليه، الذي هو نهاية تحقيق التوحيد، المثمر كل مقام كريم، ومثال عظيم من المحبة، والرجاء، والخوف، والرضاء به ربا، وإلها، والرضاء بقضائه، والتسليم لقدره. والتوكل: هو الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الخصال الحميدة، والأفعال المجيدة،
وليس في هذا الحديث أنهم لا يباشرون الأسباب أصلا.
فإن مباشرة الأسباب، وتمدن نوع الإنسان في الجملة أمر فطري، وشيء ضروري لا يكاد أحد أن ينفك عنه. [ ص: 125 ]
بل نفس التوكل مباشرة لأعظم الأسباب؛ كما قال تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه [الطلاق: 3]؛ أي: كافيه.
وإنما المراد: أنهم يتركون الأمور المكروهة مع حاجتهم إليها اعتمادا عليه سبحانه، وتفويضا إليه.
فتركهم - مثلا - للاكتواء والاسترقاء مباشرة سبب كاف؛ لكونهما مكروهين، لا سيما والمريض يتشبث - فيما يظنه سببا لشفائه - بخيط العنكبوت.