ذكر منكجور قرابة الأفشين عصيان
لما فرغ الأفشين من بابك وعاد إلى سامرا ، استعمل على أذربيجان ، وكان عامله منكجور ، وهو من أقاربه ، فوجد في بعض قرى بابك مالا عظيما ، ولم يعلم به المعتصم ، ولا الأفشين ، فكتب صاحب البريد إلى المعتصم ، وكتب منكجور يكذبه ، فتناظرا ، فهم منكجور ليقتله ، فمنعه أهل أردبيل ، فقاتلهم منكجور .
وبلغ ذلك المعتصم ، فأمر الأفشين بعزل منكجور ، فوجه قائدا في عسكر ضخم ، فلما بلغ منكجور الخبر خلع الطاعة ، وجمع الصعاليك ، وخرج من أردبيل ، فواقعه القائد ، فهزمه ، وسار إلى حصن من حصون أذربيجان التي كان بابك خربها ، فبناه ، وأصلحه ، وتحصن فيه ، فبقي به شهرا .
ثم وثب به أصحابه ، فأسلموه إلى ذلك القائد ، فقدم به إلى سامرا ، فحبسه المعتصم ، واتهم الأفشين في أمره ، وكان قدومه سنة خمس وعشرين ومائتين ، [ ص: 59 ] وقيل إن ذلك القائد ( الذي أنفذ إلى منكجور ) كان بغا الكبير ، وإن منكجور خرج إليه بأمان .