الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ظهور علي بن زيد على الكوفة وخروجه عنها

في هذه السنة ظهر علي بن زيد العلوي بالكوفة ، واستولى عليها ، وأزال عنها نائب الخليفة ، واستقر بها .

فسير إليه الشاه بن ميكال في جيش كثيف ، فالتقوا واقتتلوا ، فانهزم الشاه ، وقتل جماعة كثيرة من أصحابه ، ونجا الشاه .

ثم وجه المعتمد إلى محاربته كيجور التركي ، وأمره أن يدعوه إلى الطاعة ، ويبذل له الأمان ، فسار ( كيجور فنزل بشاهي ، وأرسل إلى علي بن زيد يدعوه إلى [ ص: 292 ] الطاعة ، وبذل له الأمان ) ، فطلب علي أمورا لم يجبه إليها كيجور ، فتنحى علي بن زيد عن الكوفة إلى القادسية ، فعسكر بها ، ودخل كيجور إلى الكوفة ثالث شوال من السنة ، ومضى علي بن زيد إلى خفان ، ودخل بلاد بني أسد ، وكان قد صاهرهم ، وأقام هناك ، ثم سار إلى جنبلاء .

وبلغ كيجور خبره ، فأسرى إليه من الكوفة سلخ ذي الحجة من السنة ، فواقعه ، فانهزم علي بن زيد ، وطلبه كيجور ففاته ، وقتل نفرا من أصحابه ، وأسر آخرين ، وعاد كيجور إلى الكوفة ; فلما استقامت أمورها عاد إلى سر من رأى بغير أمر الخليفة ، فوجه إليه الخليفة نفرا من القواد ، فقتلوه بعكبرا في ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية