الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خروج مساور بالبوازيج

في هذه السنة ( في رجب ) خرج مساور بن عبد الحميد بن مساور الشاري البجلي الموصلي بالبوازيج ، وإلى جده ينسب فندق مساور بالموصل .

وكان سبب خروجه أن شرطة الموصل ، وكان يتولاها لبني عمران ، وأمراء [ ص: 239 ] الموصل ، لزموا إنسانا اسمه حسين بن بكير ، فأخذ ابنا لمساور هذا اسمه حوثرة ، فحبسه بالحديثة ، وكان حوثرة جميلا ، فكان حسين هذا يخرجه من الحبس ليلا ويحضره عنده ، ويرده إلى الحبس نهارا ، فكتب حوثرة إلى أبيه مساور ، وهو بالبوازيج ، يقول له : أنا بالنهار محبوس وبالليل عروس ، فغضب لذلك ، وقلق ، وخرج ، وبايعه جماعة ، وقصد الحديثة ، فاختفى حسين بن بكير ، وأخرج مساور ابنه حوثرة من الحبس ، وكثر جمعه من الأكراد والأعراب ، وسار وسار إلى الموصل فنزل بالجانب الشرقي .

وكان الوالي عليها عقبة بن محمد بن جعفر بن محمد بن الأشعث بن أهبان الخزاعي ، وأهبان يقال إنه مكلم الذئب ، وله صحبة ، فوافقه ( عقبة ) من الجانب الغربي ، فعبر دجلة رجلان من أهل الموصل إلى مساور ، فقاتلا ، فقتلا ، وعاد مساور ، وكره القتال .

وكان حوثرة بن مساور معهم ، فسمع يقول :


أنا الغلام البجلي الشاري أخرجني جوركم من داري



التالي السابق


الخدمات العلمية