الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر استيلاء رافع بن هرثمة على جرجان

في هذه السنة سار رافع بن هرثمة إلى جرجان ، فأزال عنها محمد بن زيد ، وسار محمد إلى إستراباذ ، فحصره فيها رافع ، وأقام عليه نحو سنتين فغلت الأسعار بحيث لم يوجد ما يؤكل ، وبيع وزن درهم ملح بدرهمين فضة ، وفارقها محمد بن زيد ليلا في نفر يسير إلى سارية ، فسير إليه رافع عسكرا ، فتحاربا ، وسار محمد عن سارية ، وعن طبرستان ، وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين ، واستأمن رستم بن قارن إلى رافع بطبرستان ، فصاهره ابن قوله .

وقدم على رافع ، وهو بطبرستان علي بن الليث ، وكان قد حبسه أخوه عمرو بكرمان ، فاحتال حتى تخلص هو وابناه المعدل والليث ، وأنفذ رافع إلى شالوس [ ص: 451 ] محمد بن هارون نائبا عنه ، فأتاه بها علي بن كالي مستأمنا ، فأتاهما محمد بن زيد ، وحصرهما بشالوس ، وأخذ الطريق عليهما ، فلم يصل منهما إلى رافع خبر ، فلما تأخر خبرهما عنه أرسل جاسوسا يأتيه بأخبارهما ، فعاد إليه فأخبره بحصر محمد بن زيد إياهما بشالوس ، فعظم عليه ، وسار إليهما ، فرحل عنهما محمد بن زيد إلى أرض الديلم ، فدخل رافع خلفه أرض الديلم فخرقها حتى اتصل بحدود قزوين ، وعاد إلى الري ، وأقام بها إلى أن توفي الموفق في رجب سنة ست وسبعين ومائتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية