ذكر على علي بن زيد الكوفة وخروجه عنها ظهور
في هذه السنة ظهر علي بن زيد العلوي بالكوفة ، واستولى عليها ، وأزال عنها نائب الخليفة ، واستقر بها .
فسير إليه الشاه بن ميكال في جيش كثيف ، فالتقوا واقتتلوا ، فانهزم الشاه ، وقتل جماعة كثيرة من أصحابه ، ونجا الشاه .
ثم وجه المعتمد إلى محاربته كيجور التركي ، وأمره أن يدعوه إلى الطاعة ، ويبذل له الأمان ، فسار ( كيجور فنزل بشاهي ، وأرسل إلى يدعوه إلى [ ص: 292 ] الطاعة ، وبذل له الأمان ) ، فطلب علي أمورا لم يجبه إليها علي بن زيد كيجور ، فتنحى عن علي بن زيد الكوفة إلى القادسية ، فعسكر بها ، ودخل كيجور إلى الكوفة ثالث شوال من السنة ، ومضى إلى علي بن زيد خفان ، ودخل بلاد بني أسد ، وكان قد صاهرهم ، وأقام هناك ، ثم سار إلى جنبلاء .
وبلغ كيجور خبره ، فأسرى إليه من الكوفة سلخ ذي الحجة من السنة ، فواقعه ، فانهزم ، وطلبه علي بن زيد كيجور ففاته ، وقتل نفرا من أصحابه ، وأسر آخرين ، وعاد كيجور إلى الكوفة ; فلما استقامت أمورها عاد إلى سر من رأى بغير أمر الخليفة ، فوجه إليه الخليفة نفرا من القواد ، فقتلوه بعكبرا في ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين .