[ ص: 718 ] ذكر المهدي إلى المغرب مسير جيش
في هذه السنة سير المهدي العلوي ، صاحب إفريقية ، ابنه أبا القاسم من المهدية إلى المغرب في جيش كثير ، في صفر ، لسبب محمد بن خرز الزناتي ، وذلك أنه ظفر بعسكر من كتامة ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، فعظم ذلك على المهدي ، فسير ولده ، فلما خرج تفرق الأعداء ، وسار حتى وصل إلى ما وراء تاهرت ، فلما عاد من سفرته هذه خط برمحه في الأرض صفة مدينة وسماها المحمدية ، وهي المسيلة .
وكانت خطته لبني كملان ، فأخرجهم منها ، ونقلهم إلى فحص القيروان ، كالمتوقع منهم أمرا ، فلذلك أحبوا أن يكونوا قريبا منه ، وهم كانوا أصحاب أبي يزيد الخارجي ، وانتقل خلق كثير إلى المحمدية ، وأمر عاملها أن يكثر من الطعام ويخزنه ويحتفظ به ( ففعل ذلك ) ، فلم يزل مخزونا إلى أن خرج أبو يزيد ولقيه المنصور ، ومن المحمدية كان يمتار ما يريد إذ ليس بالموضع مدينة سواها .