[ ص: 789 ] ذكر على محمد بن المظفر خراسان ولاية
ولما فرغ السعيد من أمر جرجان ، وأحكمه ، استعمل أبا بكر محمد بن المظفر بن محتاج على جيوش خراسان ، ورد إليه تدبير الأمور بنواحي خراسان جميعها ، وعاد إلى بخارى مقر عزه ، وكرسي ملكه .
وكان سبب تقدم أنه كان يوما عند محمد بن المظفر السعيد ، وهو يحادثه في بعض مهماته خاليا ، فلسعته عقرب في إحدى رجليه عدة لسعات ، فلم يتحرك ، ولم يظهر عليه أثر ذلك ، فلما فرغ من حديثه ، وعاد محمد إلى منزله ، نزع خفه فرأى العقرب فأخذها .
فانتهى خبر ذلك إلى السعيد ، فأعجب به ، وقال : ما عجبت إلا من فراغ بالك لتدبير ما قلته لك ، فهلا قمت وأزلتها ! فقال : ما كنت لأقطع حديث الأمير بسبب عقرب ، وإذا لم أصبر بين يديك على لسعة عقرب فكيف أصبر ، وأنا بعيد منك على حد سيوف أعداء دولتك إذا دفعتهم عن مملكتك ؟ فعظم محله عنده ، وأعطاه مائتي ألف درهم .