الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3675 371 - حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال هي رؤيا عين ، أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به إلى بيت المقدس .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، والحميدي عبد الله بن الزبير ، وقد تكرر ذكره ، وسفيان هو ابن عيينة ، وعمرو هو ابن دينار ، والحديث أخرجه البخاري أيضا عن الحميدي في القدر ، وفي التفسير عن علي بن عبد الله ، وأخرجه الترمذي في التفسير عن محمد بن يحيى ، وأخرجه النسائي فيه عن محمد بن منصور .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في قوله تعالى " : أي في تفسير قوله تعالى : إلا فتنة أي بلاء قاله سعيد بن المسيب . قوله : " رؤيا عين " قيد به للإشعار بأن الرؤيا بمعنى الرؤية في اليقظة ، وقال الزمخشري : تعلق بهذه الآية من قال : كان الإسراء في المنام ، ومن قال : كان الإسراء في اليقظة ، فسر الرؤيا بالرؤية ، ويقال : قد أثبت الله تعالى في القرآن رؤيا القلب ، فقال : ما كذب الفؤاد ما رأى ورؤيا العين فقال : ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى الآية ، وروى الطبراني في الأوسط بإسناد قوي عن ابن عباس قال : " رأى محمد ربه مرتين " ، ومن وجه آخر قال : " نظر محمد إلى ربه ، جعل الكلام لموسى ، والخلة لإبراهيم ، والنظر لمحمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - " .

                                                                                                                                                                                  فظهر من ذلك أن مراد ابن عباس هاهنا رؤيا العين ، وفيه رد لمن قال : المراد بالرؤيا في هذه الآية رؤياه - صلى الله تعالى عليه وسلم - أنه دخل المسجد الحرام المشار إليها بقوله تعالى : لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق

                                                                                                                                                                                  قال هذا القائل : والمراد بقوله : " فتنة للناس " ما وقع من صد المشركين له في الحديبية عن دخول المسجد الحرام انتهى ، قيل : هذا وإن كان ممكنا أن يكون المراد ، لكن الاعتماد في تفسيرها على ترجمان القرآن أولى ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية