الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4021 279 - حدثني عمرو بن محمد ، حدثنا هشيم ، أخبرنا حصين ، أخبرنا أبو ظبيان ، قال : سمعت أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم [ ص: 272 ] فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم ، فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فكف الأنصاري فطعنته برمحي حتى قتلته ، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا أسامة ، أقتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ قلت : كان متعوذا فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " بعثنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم " ولكن ليس في هذا ولا في الترجمة ما يدل على أن أسامة كان أمير القوم ، وهذه الغزوة مشهورة عند أصحاب المغازي بغزوة غالب الليثي الكلبي ، قالوا : وفيه نزلت : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا وذكر ابن سعد أنه كان في رمضان سنة سبع ، وأن الأمير كان غالب بن عبد الله الليثي أرسله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى بني عوال وبني عبد بن ثعلبة وهم بالميفعة ، وراء بطن نخل بناحية نجد وبينها وبين المدينة ثمانية برد في مائة وثلاثين رجلا ، وقال صاحب التلويح : فينظر في هذا هل المرجع إلى ما قاله البخاري أو إلى ما ذكره أهل التاريخ .

                                                                                                                                                                                  وعمرو بن محمد بن بكير بن سابور الناقد البغدادي ، وهو شيخ مسلم أيضا ، وهشيم مصغر هشم ابن بشير الواسطي ، وحصين مصغر حصن ابن عبد الرحمن الكوفي ، وأبو ظبيان بفتح الظاء المعجمة وكسرها ، وسكون الباء الموحدة ، وبالياء آخر الحروف . قال النووي : أهل اللغة يفتحون الظاء ، ويلحنون من يكسرها ، وأهل الحديث يكسرونها ، وكذا قيده ابن ماكولا وغيره ، واسمه حصين بن جندب بن عمرو ، كوفي توفي سنة تسعين .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الديات عن عمرو بن زرارة النيسابوري عن هشيم ، وأخرجه مسلم في الأيمان : حدثنا يعقوب الدورقي ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا حصين ، قال : حدثنا أبو ظبيان قال : سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال : بعثنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة ، فصبحنا القوم إلى آخره نحوه ، وأخرجه أبو داود في الجهاد عن الحسن بن علي ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأخرجه النسائي في السير عن محمد بن آدم ، وعن عمرو بن علي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " رجلا " هو مرداس بكسر الميم ، وسكون الراء وبالمهملتين ، ابن نهيك بفتح النون ، وكسر الهاء وبالكاف الفزاري ، كان يرعى غنما له ، قوله : " أقتلته " الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار ، قوله : " متعوذا " أي : من القتل ، قال الخطابي : ويشبه أن أسامة أول قوله تعالى : فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا فلذلك عزره النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فلم يلزمه دية ونحوها ، قوله : " فما زال " أي : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم " يكررها " أي : كلمة أقتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله ، قوله : " حتى تمنيت " إلى آخره ، وهو للمبالغة لا على الحقيقة ، ويقال معناه أنه كان يتمنى إسلاما لا ذنب فيه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية