الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4013 271 - أخبرنا أحمد بن أبي بكر ، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سعد ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن قتل زيد فجعفر ، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ، قال عبد الله : كنت فيهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ، ووجدنا ما في جسده بضعا وتسعين من طعنة ورمية .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأحمد بن أبي بكر اسمه القاسم ، أبو حفص القرشي الزهري ، وهو شيخ مسلم أيضا ، مات بالمدينة سنة اثنتين وأربعين ومائتين ، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة ، ومغيرة بضم الميم وكسرها ، وبالألف واللام وبدونهما ابن عبد الرحمن المخزومي ، وهو في طبقة مغيرة بن عبد الرحمن الخزامي ، وهو أوثق من المخزومي ، وليس للمخزومي في البخاري سوى هذا الحديث ، وكان فقيه أهل المدينة بعد مالك ، وهو صدوق ، وعبد الله بن سعد بن أبي هند المدني ، وفي رواية مصعب عبد الله [ ص: 269 ] ابن سعيد بالياء آخر الحروف .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أمر " بتشديد الميم من التأمير ، قوله : " فجعفر " أي : فالأمير جعفر ، قوله : " قال عبد الله " أي : ابن عمر ، وهو موصول بالإسناد المذكور ، قوله : " فالتمسنا جعفر بن أبي طالب " أي : بعد قتله ، قوله : " في القتلى " أي : بين القتلى كما في قوله تعالى : فادخلي في عبادي أي : بين عبادي قوله : " بضعا وتسعين " وفي الرواية الماضية : " خمسين " ولا تنافي بينهما ; لأن الخمسين كانت في ظهره ، وهذا في جميع جسده ، وكان ذلك من الطعنات والضربات ، وهذا من الطعنات والرميات ، والفرق بينهما أن الطعنة بالرمح والضربة بالسيف والرمية بالسهم ، مع أن التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية