الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3969 227 - حدثنا المكي بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن أبي عبيد ، قال : رأيت أثر ضربة في ساق سلمة ، فقلت : يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ فقال : هذه ضربة أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات ، فما اشتكيتها حتى الساعة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " يوم خيبر " ، والمكي هو علم ، وليس بنسبة إلى مكة ، وقد وهم فيه الكرماني ; فقال : المكي منسوب إلى مكة ، وسلمة هو ابن الأكوع ، وهذا الحديث من ثلاثيات البخاري ، وهو الرابع عشر منها .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يا أبا مسلم " كنية سلمة [ ص: 242 ] ابن الأكوع ، قوله : " فنفث فيه " أي في موضع الضربة ، والنفثات جمع نفثة ، وهي فوق النفخ ودون التفل ، وقد يكون بغير ريق بخلاف التفل ، وقد يكون بريق خفيف بخلاف النفخ ، قوله : " حتى الساعة " بالنصب نحو أكلت السمكة حتى رأسها بالنصب ، هكذا قاله الكرماني ، قلت : تمثيله لا يتأتى إلا في حالة النصب ; لأن فيه يجوز الأوجه الثلاثة الرفع والنصب والجر ، بخلاف حتى الساعة ; فإنه لا يجوز فيه الرفع ، وهو ظاهر ، أما وجه النصب فلا بد فيه من تقدير زمان تقديره : فما اشتكيتها زمانا حتى الساعة ، وأما الجر فلكون حتى للعطف والمعطوف داخل في المعطوف عليه ; فافهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية