الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3978 236 - حدثني عبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة ، عن عبيد الله ، عن نافع وسالم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن أكل الثوم ، وعن لحوم الحمر الأهلية ، نهى عن أكل الثوم هو عن نافع وحده ، ولحوم الحمر الأهلية عن سالم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " يوم خيبر " ، وعبيد بضم العين ، وفي بعض نسخ البخاري : عبد الله ، وقال الجياني : هو عبد الله ، فغلب عليه عبيد حتى صار كاللقب ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وعبيد الله العمري ، ونافع مولى ابن عمر ، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر ، وهذا الحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله : " نهى عن أكل الثوم " ، ظاهره التحريم ، ولكن في مسلم من حديث أبي أيوب : " أحرام هو ؟ قال : لا ، ولكني أكرهه من أجل ريحه " ، وقد صرح بأنه ليس بحرام ، ولكنه مكروه ، وكان صلى الله تعالى عليه وسلم لا يأكله لأجل الملك ، قوله : " عن نافع وحده " أي النهي عن أكل الثوم ، روي عن نافع وحده ، ولم يرو عن سالم ، وإنما الذي روي عن سالم هو النهي عن لحوم الحمر الأهلية ، قال بعضهم : وفيه جواز استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه ; لأن أكل لحم الحمر حرام ، وأكل الثوم مكروه ، وقد جمع بينهما بلفظ النهي ، فاستعمله في حقيقته ، وهو التحريم ، وفي مجازه وهو الكراهة . انتهى . قلت : هذا ليس بجمع بين الحقيقة والمجاز ، وإنما هو مستعمل في عموم المجاز .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية