الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3986 245 - حدثني إبراهيم بن موسى ، أخبرنا ابن أبي زائدة ، أخبرنا عاصم ، عن عامر ، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر أن نلقي الحمر الأهلية نيئة ونضيجة ، ثم لم يأمرنا بأكله بعد .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا وجه آخر أخرجه عن إبراهيم بن موسى عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن عاصم الأحول ، عن عامر الشعبي ، عن البراء ... إلى آخره ، وأخرجه مسلم في الذبائح ، عن زهير بن حرب ، وعن أبي سعيد الأشج ، وأخرجه النسائي في الصيد ، عن محمد بن عبد الأعلى ، وأخرجه ابن ماجه في الذبائح عن سويد بن سعيد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أن نلقي " بضم النون وسكون اللام وكسر القاف من الإلقاء ، وكلمة أن مصدرية ، التقدير أمرنا بأن نلقي ، أي بإلقاء الحمر الأهلية مطلقا ، يعني نيئة ونضيجة ; فقوله : " نيئة " بكسر النون وسكون الياء آخر الحروف وفتح الهمزة وبالتاء ، وذكره ابن الأثير في باب نيء ، أعني في باب النون بعدها الياء ثم الهمزة ، وذكره الجوهري في باب نوء بالواو موضع الياء ، قال : وأناء اللحم ينيئه إناءة إذا لم ينضجه ، وقد ناء اللحم ينيء نيئا فهو لحم نيء بالكسر مثل نيع بين النيوء والنيوءة ، وقال ابن الأثير : وقد تقلب الهمزة ياء ، فيقال : نيا بالتشديد ، وقال الكرماني : نيئة ونضيحة بالتنوين والإضافة ، يعني يجوز فيه الوجهان ، أحدهما نيئة ونضيجة بالتاء في آخرهما ، والآخر نيئها ونضيجها بالإضافة إلى الضمير الذي يرجع إلى اللحوم ، ففي الإضافة تحذف التاء ، ولم أر أحدا من الشراح حقق هذا الموضع كما ينبغي . قوله : " بعد " بضم الدال ، أي بعد أمره صلى الله تعالى عليه وسلم بإلقاء الحمر الأهلية ، وفيه إشارة إلى استمرار تحريمها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية