الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3987 246 - حدثني محمد بن أبي الحسين ، حدثنا عمر بن حفص ، حدثنا أبي ، عن عاصم ، عن عامر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لا أدري أنهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنه كان حمولة الناس ، فكره أن تذهب حمولتهم ، أو حرمه يوم خيبر لحم الحمر الأهلية .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، ومحمد بن أبي الحسين جعفر السماني الحافظ ، وكان من أقران البخاري ، وعاش بعده خمس سنين ، وقد ذكر الكلاباذي ومن تبعه : أن البخاري ما روى عنه غير هذا الحديث ، وقال بعضهم : تقدم في العيدين حديث آخر ، قال البخاري فيه : حدثنا محمد ، حدثنا عمر بن حفص ، فالذي يظهر أنه هذا .

                                                                                                                                                                                  قلت : يحتمل أن يكون غيره ، وعمر بن حفص يروي عن أبيه حفص بن غياث بن طلق بن معاوية أبو حفص النخعي الكوفي ، وهو أحد مشايخ البخاري روى عنه هنا بالواسطة ، وعاصم هو ابن سليمان الأحول ، وعامر هو ابن شراحيل الشعبي .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الذبائح ، عن أحمد بن يوسف السلمي ، عن عمر بن حفص .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أنهى عنه " أي عن لحم الحمر الأهلية ، والهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار ، قوله : " حمولة الناس " بفتح الحاء ، وهي التي يحمل عليها الناس من الدواب سواء كانت عليها الأحمال أو لم تكن كالركوبة ، وقالالكرماني : الحمولة كل ما احتمل عليه الحي من حمار وغيره . قوله : " أو حرمه يوم خيبر " يعني تحريما مطلقا مؤبدا ، قوله : " لحم الحمر الأهلية " بيان للضمير الذي في عنه وفي حرمه ، ويجوز فيه النصب على تقدير : أعني لحم الحمر الأهلية ، والرفع على تقدير هو لحم الحمر الأهلية ، فالنصب على المفعولية ، والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية