الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3996 254 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري - وسأله إسماعيل بن أمية قال : أخبرني عنبسة بن سعيد : أن أبا هريرة رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فسأله قال له بعض بني سعيد بن العاص : لا تعطه يا رسول الله ، فقال أبو هريرة : هذا قاتل ابن قوقل ، فقال : واعجبا لوبر تدلى من قدوم الضان .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : أن أبا هريرة أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ; لأن إتيانه كان بخيبر بعد فتحها ; لأن هذا الحديث قد مضى في الجهاد في باب الكافر يقتل المسلم ، وفيه عن أبي هريرة قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو بخيبر بعدما افتتحوها ، فقلت : يا رسول الله ، أسهم لي . الحديث . وسفيان هو ابن عيينة ، وإسماعيل بن أمية ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي ، وعنبسة بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة والسين المهملة - ابن سعيد بن العاص ، وهو والد إسماعيل بن أمية . قوله : " أن أبا هريرة أتى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم . هذا مرسل ، وقد تقدم من وجه آخر متصلا في أوائل الجهاد . قوله : " فسأله " أي فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه من غنائم خيبر . قوله : " قال له " : أي للنبي صلى الله عليه وسلم بعض بني سعيد ، وهو أبان بن سعيد . قوله : " ابن قوقل " هو النعمان بن قوقل بفتح القافين ، وسكون الواو ، وباللام ، ويقال : النعمان بن ثعلبة ، وثعلبة يدعى قوقلا الأنصاري شهد بدرا ، وقتل يوم أحد شهيدا ، قتله أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، وقال الزبير : تأخر إسلامه بعد إسلام أخويه خالد وعمرو ، ثم أسلم أبان وحسن إسلامه ، وهو الذي أجار عثمان بن عفان حين بعثه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى قريش عام الحديبية ، وحمله على فرس حتى دخل مكة ، واستعمله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على البحرين برها وبحرها ; إذ عزل العلاء الحضرمي عنها ، فلم يزل عليها إلى أن مات رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقتل أبان يوم أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه . قوله : " واعجبا " هو اسم فعل بمعنى أعجب ، وأصله : واعجبي ، فأبدلت الكسرة فتحة كما في قوله : واأسفا ، وكلمة وا تستعمل على وجهين أحدهما أن تكون حرف نداء مختصا بباب الندبة نحو : وازيداه ، والثاني أن تكون اسما لأعجب ، وقد يقال واها ، قوله " لوبر " بفتح الواو وسكون الباء الموحدة وفي آخره راء هو دويبة تشبه النور ، وقيل : أصغر من السنور لا ذنب لها لا يدجن في البيوت .

                                                                                                                                                                                  قال الخطابي : وأحسب أنها تؤكل لوجوب الفدية فيها عن بعض السلف ، وكأنه حقر أبا هريرة ونسبه إلى قلة القدرة على القتال .

                                                                                                                                                                                  قوله " تدلى " أي نزل ، قوله " من قدوم الضان " بفتح القاف وتخفيف الدال المهملة ، والضان بالنون غير مهموز اسم جبل لدوس ، وقيل : الضان الغنم والقدوم بفتح القاف الطرف ، كذا هو في رواية الأكثرين وفي رواية الأصيلي بضم القاف ، وقد مر تحقيقه في الجهاد في باب يقتل المسلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية