الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  948 قال القاسم: ورأينا أناسا منذ أدركنا يوترون بثلاث، وإن كلا لواسع، أرجو أن لا يكون بشيء منه بأس !

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  القاسم هو ابن محمد بن أبي بكر المذكور آنفا في الحديث، قال بعضهم: هو بالإسناد المذكور. كذلك أخرجه أبو نعيم في مستخرجه، ووهم من زعم أنه معلق. (قلت): الصواب مع من ادعى التعليق ; لأنه فصله عما قبله، فجعله ابتداء كلام، ولا يلزم من استخراج أبي نعيم إياه موصولا أن يكون هذا موصولا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " منذ أدركنا " أي منذ زمان بلوغنا العقل، والحلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يوترون بثلاث " أي بثلاث ركعات.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وإن كلا " أي وإن كل واحد من الركعة، والثلاث واسع، يعني: لا حرج في فعل أيهما شاء. وقال الكرماني : من الركعة، والثلاث، والخمس، والسبع، والتسع، والإحدى عشرة لجائز. (قلت): الكلام في الوتر الذي هو ركعة واحدة أم ثلاث ركعات، وما فوق الثلاث من الأوتار - ليس فيه خلاف. وقال بعضهم: فيه ما يقتضي أن القاسم فهم من قوله: " فاركع ركعة " أي منفردة منفصلة، ودل ذلك على أنه لا فرق عنده بين الوصل، والفصل في الوتر. (قلت): القاسم صاحب لسان وفهم وعلم كيف ينسب إليه ما لا يدل عليه اللفظ ; فإن قوله: " فاركع ركعة "، يعني: ركعة واحدة، وهو أعم من أن تكون متصلة، أو منفصلة. ولكن قوله: " توتر لك ما صليت " - يدل على أنه يوصلها بالركعتين اللتين قبلها حتى يكون ما صلاه وترا ثلاث ركعات ; لأن المراد من قوله: " ما صليت " - هو الذي صلاه قبل هذه الركعة، ولا يكون هذا وترا إلا إذا انضمت إليه هذه الركعة الواحدة من غير فصل. فإذا فصل لا يكون الوتر إلا هذه الركعة، وهي واحدة، والواحدة بتيراء، وقد نهي عنها على ما ذكرنا فيما مضى.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية