الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1160 241 - حدثنا قتيبة، قال: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني عمرو بن عوف بقباء كان بينهم شيء فخرج يصلح بينهم في أناس من أصحابه، فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحانت الصلاة فجاء بلال إلى أبي بكر رضي الله عنهما، فقال: يا أبا بكر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حبس، وقد حانت الصلاة، فهل لك أن تؤم الناس ؟ قال: نعم، إن شئت. فأقام بلال الصلاة، وتقدم أبو بكر رضي الله عنه، فكبر للناس، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف يشقها شقا حتى قام في الصف فأخذ الناس في التصفيح. قال سهل: التصفيح هو التصفيق. قال: وكان أبو بكر رضي الله عنه لا يلتفت في صلاته، فلما أكثر الناس التفت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه يأمره أن يصلي، فرفع أبو بكر رضي الله عنه يده فحمد الله، ثم رجع القهقرى وراءه حتى قام في الصف، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى للناس، فلما فرغ [ ص: 296 ] أقبل على الناس، فقال: يا أيها الناس، ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم بالتصفيح ؟ إنما التصفيح للنساء. من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان الله، ثم التفت إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال: يا أبا بكر، ما منعك أن تصلي للناس حين أشرت إليك. قال أبو بكر ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: (فرفع أبو بكر يديه)، وقد مضى هذا الحديث في باب: من دخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول . ورواه هناك عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، عن أبي حازم بن دينار ، عن سهل بن سعد الساعدي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم، إلى آخره. وعبد العزيز هناك هو ابن أبي حازم . وقد مر الكلام فيه هناك مستقصى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وحانت) ، أي: حضرت، والواو فيه للحال. وفي رواية الكشميهني : وقد حانت الصلاة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (قد حبس) ، أي: تعوق هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: (إن شئتم) ، هذه رواية الحموي . وفي رواية غيره: إن شئت.

                                                                                                                                                                                  قوله: (في الصف) ، هذه رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره: من الصف.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فرفع أبو بكر يديه) ، هذه رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره: يده، بالإفراد.

                                                                                                                                                                                  قوله: (من نابه شيء) ، أي: من نزل به أمر من الأمور.

                                                                                                                                                                                  قوله: (حيث أشرت إليك) وفي رواية الكشميهني : حين أشرت إليك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية