الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1538 الأصل

[ 1345 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " "من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة". .

[ ص: 441 ]

التالي السابق


[ ص: 441 ] الشرح

مخرج في "الصحيحين" ، رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى، بروايتهما عن مالك.

وذكر أن في الحديث وعيدا; فإن شارب الخمر المدمن لا يدخل الجنة; لأن من شراب أهل الجنة الخمر التي لا يصدعون عنها ولا ينزفون، ومن دخل الجنة لا يمنع من شرابها، وقد ورد من رواية أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن ، وعن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان بما أعطى" .

إلا أن المؤمن لا يخلد في النار فلا بد من تأويل قوله: "لا يدخل الجنة" بأن يقال: المعنى أنه لا يدخلها إلى مدة طويلة، وأنه يناله شؤمه حتى يقضي أمره إلى الشقاوة فلا يدخلها أبدا ونحو ذلك، وما ينزل عليه قوله: "لا يدخل الجنة" ينزل عليه قوله: "حرمها في الآخرة".




الخدمات العلمية