الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1338 [ 1288 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج، أن يحيى بن سعيد حدثه، عن القاسم بن محمد، عن ابن عباس أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما لي عهد بأهلي منذ عفار النخل -قال: وعفارها: أنها إذا كانت تؤبر تعفر أربعين يوما لا تسقى بعد الإبار- قال: فوجدت مع امرأتي رجلا، قال: وكان زوجها مصفرا، حمش الساقين، سبط الشعر، والذي رميت به خدلا إلى السواد، جعدا، قططا، مستها.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم بين" ثم لاعن بينهما، فجاءت برجل يشبه الذي رميت به .


التالي السابق


الشرح

كليب والد عاصم: هو ابن شهاب الجرمي، يعد في الكوفيين.

سمع: عمر، وعليا.

وروى عنه: ابنه عاصم، وإبراهيم بن مهاجر .

وحديث ابن عباس الأول أخرجه البخاري في الصحيح من رواية عكرمة عنه فقال في خلال قصة هلال بن أمية: فلما كان عند الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين. قالوا لها: إنها موجبة .

[ ص: 375 ] قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها سترجع.

فيستحب وقف الزوجين عند الكلمة الخامسة وتذكيرهما بالله -عز وجل -، وأن يضع رجل يده على فم الملاعن عند الخامسة، وامرأة يدها على فم المرأة فلعل الكاذب منهما [يرجع] .

وقوله: "فإنها موجبة" أي: للعذاب وشدة عقوبة الكاذب.

وحديث سهل بن سعد قد سبق بروايات.

وقوله: "ثم ساق الحديث فلم يتقنه إتقان هؤلاء" من كلام الشافعي ذكره بعدما روى الحديث من رواية مالك وإبراهيم بن سعد وعبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب، أي لم يتقن سفيان القصة كما أتقن الأولون، وكان الأولى لمخرج المسند أن يذكر هذه الرواية عقيب تلك الروايات أو يترك هذه الكلمة ها هنا.

قال الشافعي : ولما حكى سهل بن سعد شهود المتلاعنين مع حداثته، وحكاه ابن عمر; استدللنا على أن اللعان لا يكون إلا بمحضر من طائفة من المؤمنين.

وحديث ابن عباس الأخير روى بعضهم سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن القاسم عن ابن عباس.

وقوله: "منذ عفار النخل" قد فسر العفار في الخبر، ويقال: عفرته في التراب أعفره أي: مرغته، وفي "كتب اللغة" أن عفار النخل: إصلاحها وتلقيحها، والإبار: تلقيح النخل، على وزن الإزار، وسائر [ ص: 376 ] ما يحتاج إلى معرفته قد مر في أحاديث اللعان.




الخدمات العلمية