nindex.php?page=treesubj&link=28876أرجى آية لأهل التوحيد
وهي أرجى آية لأهل التوحيد؛ فإنه تعالى لم يوئسهم عن المغفرة.
عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي -عليه السلام-: ما في القرآن أحب إلي من هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما [النساء: 48]
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=694809جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! ما الموجبتان؟ قال: «من مات لم يشرك بالله شيئا، دخل الجنة، ومن مات يشرك به، دخل النار» أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم.
والمعنى: اختلق ذنبا كبيرا غير مغفور، إن مات عليه.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه [النساء:87].
هذه الآية فيها بيان التوحيد، نزلت في منكري البعث، ومن أصدق من الله حديثا؟!
وقد نص على حشر الأموات من القبور، وجمعهم للحساب في يوم لا ريب في إتيانه،
nindex.php?page=treesubj&link=28760ومن أنكر البعث، أنكر التوحيد.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171ولا تقولوا ثلاثة [النساء: 171]. أي: لا تقولوا: آلهتنا ثلاثة كما قالت النصارى، وهم مع تفرق مذاهبهم متفقون على التثليث.
ويعنون به: «الثلاثة»: الثلاثة الأقانيم،
nindex.php?page=treesubj&link=34133_29434فيجعلونه سبحانه جوهرا واحدا له ثلاثة أقانيم، ويعنون بها: أقنوم الوجود، وأقنوم الحياة، وأقنوم العلم، ويعبرون عنها بالأب: الوجود، وبالروح: الحياة، وبالابن: المسيح.
وقيل: المراد بالآلهة الثلاثة: الله -سبحانه وتعالى-،
ومريم، والمسيح.
وقد اختبط النصارى في هذا اختباطا طويلا.
[ ص: 27 ]
وقفنا في الأناجيل الأربعة التي يطلق عليها اسم الإنجيل عندهم على اختلاف كثير في
عيسى:
فتارة يوصف بأنه ابن الإنسان، وتارة يوصف بأنه ابن الله، وأخرى بأنه ابن الرب.
وهذا تناقض ظاهر، وتلاعب بالدين.
والحق ما أخبرنا الله به في القرآن، وما خالفه في التوراة، أو الإنجيل، أو الزبور، فهو من تحريف المحرفين، وتلاعب المتلاعبين.
ومن أعجب ما رأيناه: أن الأناجيل الأربعة كل واحد منها منسوب إلى واحل من أصحاب
عيسى - عليه السلام -.
وحاصل ما فيها جميعا: أن كل واحد من هؤلاء الأربعة ذكر سيرة
عيسى من عند أن بعثه الله إلى أن رفعه، وذكر ما جرى له من المعجزات، والمراجعات لليهود، ونحوهم، فاختلفت ألفاظهم، واتفقت معانيها، وقد يزيد بعضهم على بعض بحسب ما يقتضيه الحفظ، والضبط، وذكر ما قال عيسى -عليه السلام- وقيل له، وليس فيها من كلام الله سبحانه شيء، ولا أنزل على عيسى من عنده كتابا، بل كان عيسى -عليه السلام- يحتج عليهم بما في التوراة، ويذكر أنه لم يأت بما يخالفها.
وهكذا الزبور: فإنه من أوله إلى آخره من كلام داود -عليه السلام-.
وكلام الله أصدق، وكتابه أحق، وقد أخبرنا أن الإنجيل كتابه أنزله على عبده ورسوله
عيسى بن مريم -عليهما السلام-، وأن الزبور كتابه آتاه داود، وأنزله عليه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171انتهوا خيرا لكم ؛ أي: عن التثليث.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إنما الله إله واحد لا شريك له، ولا صاحبة له، ولا ولد، سبحانه أن يكون له ولد؛ لأن الولد جزء من الأب، وهو متعال عن التجزئة، وصفات الحدوث.
[ ص: 28 ] ولكن جعل هؤلاء الكفار له من عباده جزءا، إن الإنسان لكفور.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم [المائدة:72].
أي: إن الله كل في ذات
عيسى، وإن مريم ولدت إلها.
فرد الله عليهم بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم .
أي: فكيف يدعون الإلهية لمن يعترف على نفسه بأنه عبد مثلهم، ودلائل الحدوث ظاهرة عليه؟
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة [المائدة:73].
القائل بهذا: هم النصارى، والمراد بالثلاثة: الله،
وعيسى، ومريم، كما يدل عليه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من [المائدة:116]، وهذا هو المراد بقولهم: ثلاثة أقانيم: أقنيم الأب، وأقنيم الابن، وأقنيم روح القدس، وقد تقدم الكلام على ذلك.
وهو كلام معلوم البطلان، ولا ترى في الدنيا مقالا أشد فسادا، ولا أظهر بطلانا من مقالة النصاري.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وما من إله إلا إله واحد . فيه بيان التوحيد؛ أي: ليس في الوجود إله لا ثاني له، ولا شريك له، ولا ولد له، ولا صاحبة له إلا الله سبحانه.
ولفظة: «من» لتأكيد الاستغراق المستفاد من النفي. قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري. nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وإن لم ينتهوا عما يقولون [المائدة:73] من الكفر، وهذه المقالة الخبيثة،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ؛ أي: شديد الألم وجيع في الآخرة.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وجعلوا لله شركاء الجن [الأنعام: 100]. أي: فعبدوهم كما عبدوه، وعظموهم كما عظموه، أي: أطاعوهم في عبادة الأوثان.
وقيل: المراد بالجن هنا: الملائكة؛ لاجتنانهم؛ أي: استتارهم، وهم الذين قالوا: الملائكة بنات الله.
وقيل: نزلت في الزنادقة الذين قالوا: إن الله تعالى وإبليس أخوان.
[ ص: 29 ] فالله خالق الناس والدواب، وإبليس: خالق الحيات، والسباع، والعقارب.
قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي، وابن السائب، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس.
ويقرب من هذا
nindex.php?page=treesubj&link=28678_29705قول المجوس: للعالم صانعان: هما الرب، والشيطان.
وفي لغتهم: الرب «يزدان»، والشيطان «أهرمن»، وهكذا القائلون بأن كل خير من النور، وكل شر من الظلمة، وهم المانوية.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وخلقهم ؛ أي: وقد علموا أن الله خلقهم، أو خلق ما جعلوه شركاء لله.
وهذا
nindex.php?page=treesubj&link=28678_29705الدليل القاطع على أن المخلوق لا يكون شريكا لله، وكل ما في الكون محدث مخلوق، فامتنع أن يكون شريكا له. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون ؛ أي: تباعد، وارتفع عن قولهم الباطل الذي وصفوه به.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم [الأنعام: 101] جملة مقررة لما قبلها؛ لأن من كان خالقا لكل شيء، استحال منه أن يتخذ بعض مخلوقاته ولدا.
وهذه الآية حجة قاطعة على فساد قول النصارى.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101وهو بكل شيء عليم لا يخفى عليه من مخلوقاته خافية.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء [الأنعام: 102]؛ أي: مما سيكون كما خلق في الماضي.
ومن كانت هذه صفاته، فهو الحقيق بالعبادة التي في التوحيد الخالص، والإسلام السالم عن كدر الشرك، وشوب الكفر.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102فاعبدوه ولا تعبدوا غيره، من ليس له من هذه الصفات العظيمة شيء.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102وهو على كل شيء وكيل ؛ أي: رقيب حفيظ.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59لقد أرسلنا نوحا إلى قومه . [المؤمنون: 23]، وهو أول الرسل إلى أهل الأرض بعد آدم -عليه السلام-.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس: كان بين
آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق.
[ ص: 30 ]
وما قيل: إن
إدريس قبل
نوح، فقال ابن العربي: إنه وهم.
قال
الماوردي: فإن صح ما ذكره المؤرخون، كان محمولا على أن
إدريس كان نبيا غير مرسل.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59فقال يا قوم اعبدوا الله ؛ أي: وحدوه بالعبادة، والطاعة الخالصة عن الشرك.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم إن عبدتم غيره
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59عذاب يوم عظيم فيه
nindex.php?page=treesubj&link=28666بيان دعاية الأنبياء إلى توحيد الرب، وتسجيل بالعذاب العظيم على عابدي غيره -سبحانه وتعالى-.
وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65وإلى عاد أخاهم هودا [الأعراف: 65]؛ قال المفسرون: سماه أخا؛ لكونه ابن آدم مثلهم، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج.
والعرب تسمي صاحب القوم أخاهم.
nindex.php?page=treesubj&link=28876أَرْجَى آيَةٍ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ
وَهِيَ أَرْجَى آيَةٍ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ؛ فَإِنَّهُ تَعَالَى لَمْ يُوئِسْهُمْ عَنِ الْمَغْفِرَةِ.
عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: مَا فِي الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النِّسَاءُ: 48]
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرٍ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=694809جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا الْمُوجِبَتَانِ؟ قَالَ: «مَنْ مَاتَ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِهِ، دَخَلَ النَّارَ» أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ.
وَالْمَعْنَى: اخْتَلَقَ ذَنَبًا كَبِيرًا غَيْرَ مَغْفُورٍ، إِنْ مَاتَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=87اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ [النِّسَاءُ:87].
هَذِهِ الْآيَةُ فِيهَا بَيَانُ التَّوْحِيدِ، نَزَلَتْ فِي مُنْكِرِي الْبَعْثِ، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا؟!
وَقَدْ نَصَّ عَلَى حَشْرِ الْأَمْوَاتِ مِنَ الْقُبُورِ، وَجَمْعِهِمْ لِلْحِسَابِ فِي يَوْمٍ لَا رَيْبَ فِي إِتْيَانِهِ،
nindex.php?page=treesubj&link=28760وَمَنْ أَنْكَرَ الْبَعْثَ، أَنْكَرَ التَّوْحِيدَ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ [النِّسَاءُ: 171]. أَيْ: لَا تَقُولُوا: آلِهَتُنَا ثَلَاثَةٌ كَمَا قَالَتِ النَّصَارَى، وَهُمْ مَعَ تَفَرُّقِ مَذَاهِبِهِمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى التَّثْلِيثِ.
وَيَعْنُونَ بِهِ: «الثَّلَاثَةَ»: الثَّلَاثَةُ الْأَقَانِيمِ،
nindex.php?page=treesubj&link=34133_29434فَيَجْعَلُونَهُ سُبْحَانَهُ جَوْهَرًا وَاحِدًا لَهُ ثَلَاثَةُ أَقَانِيمَ، وَيَعْنُونَ بِهَا: أُقْنُومُ الْوُجُودِ، وَأُقْنُومُ الْحَيَاةِ، وَأُقْنُومُ الْعِلْمِ، وَيُعَبِّرُونَ عَنْهَا بِالْأَبِ: الْوُجُودُ، وَبِالرُّوحِ: الْحَيَاةُ، وَبِالِابْنِ: الْمَسِيحُ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْآلِهَةِ الثَّلَاثَةِ: اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-،
وَمَرْيَمُ، وَالْمَسِيحُ.
وَقَدِ اخْتَبَطَ النَّصَارَى فِي هَذَا اخْتِبَاطًا طَوِيلًا.
[ ص: 27 ]
وَقَفْنَا فِي الْأَنَاجِيلِ الْأَرْبَعَةِ الَّتِي يُطْلَقُ عَلَيْهَا اسْمُ الْإِنْجِيلِ عِنْدَهُمْ عَلَى اخْتِلَافٍ كَثِيرٍ فِي
عِيسَى:
فَتَارَةً يُوصَفُ بِأَنَّهُ ابْنُ الْإِنْسَانِ، وَتَارَةً يُوصَفُ بِأَنَّهُ ابْنُ اللَّهِ، وَأُخْرَى بِأَنَّهُ ابْنُ الرَّبِّ.
وَهَذَا تَنَاقُضٌ ظَاهِرٌ، وَتَلَاعُبٌ بِالدِّينِ.
وَالْحَقُّ مَا أَخْبَرَنَا اللَّهُ بِهِ فِي الْقُرْآنِ، وَمَا خَالَفَهُ فِي التَّوْرَاةِ، أَوِ الْإِنْجِيلِ، أَوِ الزَّبُورِ، فَهُوَ مِنْ تَحْرِيفِ الْمُحَرِّفِينَ، وَتَلَاعُبِ الْمُتَلَاعِبِينَ.
وَمِنْ أَعْجَبِ مَا رَأَيْنَاهُ: أَنَّ الْأَنَاجِيلَ الْأَرْبَعَةَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مَنْسُوبٌ إِلَى وَاحِلٍ مِنْ أَصْحَابِ
عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ -.
وَحَاصِلُ مَا فِيهَا جَمِيعًا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ ذَكَرَ سِيرَةَ
عِيسَى مِنْ عِنْدِ أَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَنْ رَفَعَهُ، وَذَكَرَ مَا جَرَى لَهُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ، وَالْمُرَاجَعَاتِ لِلْيَهُودِ، وَنَحْوَهُمْ، فَاخْتَلَفَتْ أَلْفَاظُهُمْ، وَاتَّفَقَتْ مَعَانِيهَا، وَقَدْ يَزِيدُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِحَسَبِ مَا يَقْتَضِيهِ الْحِفْظُ، وَالضَّبْطُ، وَذَكَرَ مَا قَالَ عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَقِيلَ لَهُ، وَلَيْسَ فِيهَا مِنْ كَلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ شَيْءٌ، وَلَا أُنْزِلَ عَلَى عِيسَى مِنْ عِنْدِهِ كِتَابًا، بَلْ كَانَ عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ، وَيَذْكُرُ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ بِمَا يُخَالِفُهَا.
وَهَكَذَا الزَّبُورُ: فَإِنَّهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ مِنْ كَلَامِ دَاوُدَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
وَكَلَامُ اللَّهِ أَصْدَقُ، وَكِتَابُهُ أَحَقُّ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّ الْإِنْجِيلَ كِتَابُهُ أَنْزَلَهُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ
عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-، وَأَنَّ الزَّبُورَ كِتَابُهُ آتَاهُ دَاوُدَ، وَأَنْزَلَهُ عَلَيْهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ؛ أَيْ: عَنِ التَّثْلِيثِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=171إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا صَاحِبَةَ لَهُ، وَلَا وَلَدَ، سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ؛ لِأَنَّ الْوَلَدَ جُزْءٌ مِنَ الْأَبِ، وَهُوَ مُتَعَالٍ عَنِ التَّجْزِئَةِ، وَصِفَاتِ الْحُدُوثِ.
[ ص: 28 ] وَلَكِنْ جَعَلَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [الْمَائِدَةُ:72].
أَيْ: إِنَّ اللَّهَ كُلٌّ فِي ذَاتِ
عِيسَى، وَإِنَّ مَرْيَمَ وَلَدَتْ إِلَهًا.
فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=72وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ .
أَيْ: فَكَيْفَ يَدَّعُونَ الْإِلَهِيَّةَ لِمَنْ يَعْتَرِفُ عَلَى نَفْسِهِ بِأَنَّهُ عَبْدٌ مِثْلُهُمْ، وَدَلَائِلُ الْحُدُوثِ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهِ؟
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [الْمَائِدَةُ:73].
الْقَائِلُ بِهَذَا: هُمُ النَّصَارَى، وَالْمُرَادُ بِالثَّلَاثَةِ: اللَّهُ،
وَعِيسَى، وَمَرْيَمُ، كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=116قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ [الْمَائِدَةُ:116]، وَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِمْ: ثَلَاثَةُ أَقَانِيمَ: أَقْنِيمُ الْأَبِ، وَأَقْنِيمُ الِابْنِ، وَأَقْنِيمُ رُوحِ الْقُدُسِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ.
وَهُوَ كَلَامٌ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ، وَلَا تَرَى فِي الدُّنْيَا مَقَالًا أَشَدَّ فَسَادًا، وَلَا أَظْهَرَ بُطْلَانًا مِنْ مَقَالَةِ النُّصَّارِي.
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٍ وَاحِدٌ . فِيهِ بَيَانُ التَّوْحِيدِ؛ أَيْ: لَيْسَ فِي الْوُجُودِ إِلَهٌ لَا ثَانِيَ لَهُ، وَلَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا وَلَدَ لَهُ، وَلَا صَاحِبَةَ لَهُ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ.
وَلَفْظَةُ: «مِنْ» لِتَأْكِيدِ الِاسْتِغْرَاقِ الْمُسْتَفَادِ مِنَ النَّفْيِ. قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ. nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ [الْمَائِدَةُ:73] مِنَ الْكُفْرِ، وَهَذِهِ الْمَقَالَةُ الْخَبِيثَةُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ؛ أَيْ: شَدِيدُ الْأَلَمِ وَجِيعٌ فِي الْآخِرَةِ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ [الْأَنْعَامُ: 100]. أَيْ: فَعَبَدُوهُمْ كَمَا عَبَدُوهُ، وَعَظَّمُوهُمْ كَمَا عَظَّمُوهُ، أَيْ: أَطَاعُوهُمْ فِي عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْجِنِّ هُنَا: الْمَلَائِكَةُ؛ لِاجْتِنَانِهِمْ؛ أَيِ: اسْتِتَارُهُمْ، وَهُمُ الَّذِينَ قَالُوا: الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ.
وَقِيلَ: نَزَلَتْ فِي الزَّنَادِقَةِ الَّذِينَ قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَإِبْلِيسَ أَخَوَانِ.
[ ص: 29 ] فَاللَّهُ خَالِقُ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ، وَإِبْلِيسُ: خَالِقُ الْحَيَّاتِ، وَالسِّبَاعِ، وَالْعَقَارِبِ.
قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ، وَابْنُ السَّائِبِ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ.
وَيَقْرُبُ مِنْ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28678_29705قَوْلُ الْمَجُوسِ: لِلْعَالَمِ صَانِعَانِ: هُمَا الرَّبُّ، وَالشَّيْطَانُ.
وَفِي لُغَتِهِمْ: الرَّبُّ «يَزْدَانُ»، وَالشَّيْطَانُ «أَهْرِمَنُ»، وَهَكَذَا الْقَائِلُونَ بِأَنَّ كُلَّ خَيْرٍ مِنَ النُّورِ، وَكُلَّ شَرٍّ مِنَ الظُّلْمَةِ، وَهُمُ الْمَانَوِيَّةُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَخَلَقَهُمْ ؛ أَيْ: وَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُمْ، أَوْ خَلَقَ مَا جَعَلُوهُ شُرَكَاءَ لِلَّهِ.
وَهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=28678_29705الدَّلِيلُ الْقَاطِعُ عَلَى أَنَّ الْمَخْلُوقَ لَا يَكُونُ شَرِيكًا لِلَّهِ، وَكُلَّ مَا فِي الْكَوْنِ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ، فَامْتَنَعَ أَنْ يَكُونَ شَرِيكًا لَهُ. nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=100وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ؛ أَيْ: تَبَاعَدَ، وَارْتَفَعَ عَنْ قَوْلِهِمُ الْبَاطِلَ الَّذِي وَصَفُوهُ بِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الْأَنْعَامُ: 101] جُمْلَةٌ مُقَرِّرَةٍ لِمَا قَبْلَهَا؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ خَالِقًا لِكُلِّ شَيْءٍ، اسْتَحَالَ مِنْهُ أَنْ يَتَّخِذَ بَعْضَ مَخْلُوقَاتِهِ وَلَدًا.
وَهَذِهِ الْآيَةُ حُجَّةٌ قَاطِعَةٌ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ النَّصَارَى.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=101وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ خَافِيَةٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ [الْأَنْعَامُ: 102]؛ أَيْ: مِمَّا سَيَكُونُ كَمَا خَلَقَ فِي الْمَاضِي.
وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ صِفَاتُهُ، فَهُوَ الْحَقِيقُ بِالْعِبَادَةِ الَّتِي فِي التَّوْحِيدِ الْخَالِصِ، وَالْإِسْلَامِ السَّالِمِ عَنْ كَدَرِ الشِّرْكِ، وَشَوْبِ الْكُفْرِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102فَاعْبُدُوهُ وَلَا تَعْبُدُوا غَيْرَهُ، مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْعَظِيمَةِ شَيْءٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ؛ أَيْ: رَقِيبٌ حَفِيظٌ.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ . [الْمُؤْمِنُونَ: 23]، وَهُوَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدَ آدَمَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ بَيْنَ
آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ.
[ ص: 30 ]
وَمَا قِيلَ: إِنَّ
إِدْرِيسَ قَبْلَ
نُوحٍ، فَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: إِنَّهُ وَهْمٌ.
قَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ: فَإِنْ صَحَّ مَا ذَكَرَهُ الْمُؤَرِّخُونَ، كَانَ مَحْمُولًا عَلَى أَنَّ
إِدْرِيسَ كَانَ نَبِيًّا غَيْرَ مُرْسَلٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ؛ أَيْ: وَحَّدُوهُ بِالْعِبَادَةِ، وَالطَّاعَةِ الْخَالِصَةِ عَنِ الشِّرْكِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ إِنْ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=59عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ فِيهِ
nindex.php?page=treesubj&link=28666بَيَانُ دَعَايَةِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى تَوْحِيدِ الرَّبِّ، وَتَسْجِيلٌ بِالْعَذَابِ الْعَظِيمِ عَلَى عَابِدِي غَيْرِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=65وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا [الْأَعْرَافُ: 65]؛ قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: سَمَّاهُ أَخًا؛ لِكَوْنِهِ ابْنَ آدَمَ مِثْلَهُمْ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ.
وَالْعَرَبُ تُسَمِّي صَاحِبَ الْقَوْمِ أَخَاهُمْ.