الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الشحيح الذي يبخل على نفسه في النفقة فلا يأكل حسب كفايته ولا يلبس بقدر حاله شحا على نفسه وبخلا وحبا للمال وجمعا ، فقد كان أبو العباس بن سريج وأبو سعيد الإصطخري يوجبان الحجر عليه بالشح والتقصير كما يوجبه بالسرف والتبذير ، لأن الله تعالى قد نهى عنهما فقال : ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط [ الإسراء 29 ] وذهب سائر أصحابنا إلى أنه لا حجر عليه ، لأن الحجر يفيد جمع المال وإمساكه لا إنفاقه .

                                                                                                                                            وليس كل منهي عنه يوجب الحجر ، فمن قال بإيجاب الحجر عليه لم يمنع من عقوده ولا كفه عن التصرف في ماله ، ولكن ينفق عليه جبرا بالمعروف من ماله ، إلا أن يخاف عليه إخفاء ماله لعظم شحه فيمنع من التصرف فيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية