الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا تقرر ما وصفنا في النثر ، فمن أخذ منه شيئا وقع على الأرض ، فقد ملكه ، وكان مخيرا بين أكله أو حمله إلى منزله أو بيعه ، بخلاف طعام الوليمة الذي لا يملك إلا أكله في موضعه ؛ اعتبارا بالعرف في الحالين ، والقصد المفرق بين الأمرين ، فأما ما وقع من النثر في حجر بعض الحاضرين ، فإنه لا يملكه حتى يأخذه بيده ، لكنه يكون أولى به من غيره ، فإن أخذه غيره ملكه الآخذ ، وإن أساء كما يقول في الصيد ، إذا دخل دار رجل كان أولى به من غيره ، فإن أخذه غيره ملكه آخذه ، فأما زوال ملك ربه عنه ، ففيه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : أنه يكون نثره بين الناس ، ويصير ذلك ملكا لجماعتهم ، ولا يتعين ملكه لواحد منهم إلا بالأخذ .

                                                                                                                                            والوجه الثاني : أنه باق على ملك صاحبه حتى يلتقطه الناس ، فيملك كل واحد منهم ما التقطه ، فيزول عنه ملك صاحبه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية