الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 201 ] ( والبسملة منه ) أي من القرآن عند أكثر العلماء . منهم عطاء والشعبي والزهري والثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق ، وأبو عبيد وداود ، ومحمد بن الحسن ، والصحيح عند أبي حنيفة ، وهو أيضا قول أكثر القراء السبعة وغيرهم ، وذهب مالك وأصحابه والأوزاعي وابن جرير الطبري وغيرهم إلى أنها ليست بقرآن بالكلية ، وقاله بعض الحنفية . وروي عن أحمد ، لكن قال ابن رجب في تفسير الفاتحة : في ثبوت هذه الرواية عن أحمد نظر . وعلى هذا القول : تكون البسملة كالاستعاذة ، وعلى الأول ( لا ) تكون ( من الفاتحة ) على أصح الروايتين عن الإمام أحمد ، وعليها معظم أصحابه ، والرواية الثانية : أنها من الفاتحة ، اختارها ابن بطة وأبو حفص العكبريان من أصحابنا ، وهو منصوص الشافعي ( ولا تكفير باختلاف فيها ) أي ولا يكفر من قال إنها ليست من القرآن ، ولا يكفر من قال إنها ليست من الفاتحة ، ولا من خالف في ذلك . ولأنها ليست من القرآن القطعي ، بل من الحكمي ، وهو الأصح للشافعية ، بناء على أنها هل هي قرآن على سبيل القطع ، كسائر القرآن ، أو على سبيل الحكم ، لاختلاف العلماء فيها ؟ وقد حكى النووي : أنه لا يكفر النافي بأنها قرآن إجماعا . قال ابن الحاجب : وقوة الشبهة في بسم الله الرحمن الرحيم منعت من التكفير من الجانبين . قال بعضهم : لكن هذا إنما هو إذا أثبتناها قرآنا قطعيا . أما إذا أثبتناها حكميا . فليس هنا مقتض للتكفير ، حتى يدفع بالشبهة ( وهي ) أي البسملة ( آية فاصلة بين كل سورتين ) قال في شرح التحرير : وهذا منصوص الإمام أحمد رضي الله عنه وعليه أصحابه . قال ابن رجب في تفسير سورة الفاتحة : وهو الصحيح عند أبي حنيفة ( سوى براءة ) يعني إلا براءة .

فإنها لم تكن البسملة في أولها إجماعا . إما لكونها أمانا . وهذه السورة نزلت بالسيف ، كما قال ابن عباس . وقد كشفت أسرار المنافقين . ولذلك تسمى الفاضحة ، وإما لأنها متصلة بالأنفال سورة واحدة ، وإما لغير ذلك ، على أقوال ( و ) البسملة أيضا ( بعضها ) أي بعض آية ( من ) سورة ( النمل ) إجماعا . فهي [ ص: 202 ] قرآن فيها قطعا

التالي السابق


الخدمات العلمية