فصل
الذنوب تطبع على القلوب
[ ص: 60 ] ومنها : أن
nindex.php?page=treesubj&link=29494الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها ، فكان من الغافلين .
كما قال بعض السلف في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون [ سورة المطففين : 14 ] ، قال : هو الذنب بعد الذنب .
وقال
الحسن : هو الذنب على الذنب ، حتى يعمي القلب .
وقال غيره : لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم أحاطت بقلوبهم .
وأصل هذا أن
nindex.php?page=treesubj&link=29494القلب يصدأ من المعصية ، فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير رانا ، ثم يغلب حتى يصير طبعا وقفلا وختما ، فيصير القلب في غشاوة وغلاف ، فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انعكس فصار أعلاه أسفله ، فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد .
فَصْلٌ
الذُّنُوبُ تَطْبَعُ عَلَى الْقُلُوبِ
[ ص: 60 ] وَمِنْهَا : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29494الذُّنُوبَ إِذَا تَكَاثَرَتْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِ صَاحِبِهَا ، فَكَانَ مِنَ الْغَافِلِينَ .
كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [ سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ : 14 ] ، قَالَ : هُوَ الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ ، حَتَّى يُعْمِيَ الْقَلْبَ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : لَمَّا كَثُرَتْ ذُنُوبُهُمْ وَمَعَاصِيهِمْ أَحَاطَتْ بِقُلُوبِهِمْ .
وَأَصْلُ هَذَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29494الْقَلْبَ يَصْدَأُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ ، فَإِذَا زَادَتْ غَلَبَ الصَّدَأُ حَتَّى يَصِيرَ رَانًا ، ثُمَّ يَغْلِبُ حَتَّى يَصِيرَ طَبْعًا وَقُفْلًا وَخَتْمًا ، فَيَصِيرُ الْقَلْبُ فِي غِشَاوَةٍ وَغِلَافٍ ، فَإِذَا حَصَلَ لَهُ ذَلِكَ بَعْدَ الْهُدَى وَالْبَصِيرَةِ انْعَكَسَ فَصَارَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ ، فَحِينَئِذٍ يَتَوَلَّاهُ عَدُوُّهُ وَيَسُوقُهُ حَيْثُ أَرَادَ .