فصل
nindex.php?page=treesubj&link=27749_16377الشرك في اللفظ
ومن الشرك به سبحانه الشرك به في اللفظ ، كالحلف بغيره ، كما رواه
أحمد وأبو داود عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949468من حلف بغير الله فقد أشرك صححه
الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان .
ومن ذلك
nindex.php?page=treesubj&link=27749قول القائل للمخلوق : ما شاء الله وشئت ، كما
nindex.php?page=hadith&LINKID=949469ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال له رجل : ما شاء الله وشئت ، فقال : أجعلتني لله ندا ؟ قل ما شاء الله وحده . [ ص: 135 ] هذا مع أن الله قد أثبت للعبد مشيئة ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=28لمن شاء منكم أن يستقيم [ سورة التكوير : 28 ] .
فكيف بمن
nindex.php?page=treesubj&link=27749يقول : أنا متوكل على الله وعليك ، وأنا في حسب الله وحسبك ،
nindex.php?page=treesubj&link=27749وما لي إلا الله وأنت ، وهذا من الله ومنك ،
nindex.php?page=treesubj&link=27749وهذا من بركات الله وبركاتك ،
nindex.php?page=treesubj&link=27749والله لي في السماء وأنت في الأرض .
أو
nindex.php?page=treesubj&link=27749يقول : والله ، وحياة فلان ، أو يقول نذرا لله ولفلان ، وأنا تائب لله ولفلان ، أو أرجو الله وفلانا ، ونحو ذلك .
فوازن بين هذه الألفاظ وبين قول القائل : ما شاء الله وشئت . ثم انظر أيهما أفحش ، يتبين لك أن قائلها أولى بجواب النبي - صلى الله عليه وسلم - لقائل تلك الكلمة ، وأنه إذا كان قد جعله ندا لله بها ، فهذا قد جعل من لا يداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شيء من الأشياء - بل لعله أن يكون من أعدائه - ندا لرب العالمين ، فالسجود ، والعبادة ، والتوكل ، والإنابة ، والتقوى ، والخشية ، والحسب ، والتوبة ، والنذر ، والحلف ، والتسبيح ، والتكبير ، والتهليل ، والتحميد ، والاستغفار ، وحلق الرأس خضوعا وتعبدا ، والطواف بالبيت ، والدعاء ، كل ذلك محض حق الله ، لا يصلح ولا ينبغي لسواه : من ملك مقرب ولا نبي مرسل .
وفي مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=hadith&LINKID=949470أن رجلا أتي به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أذنب ذنبا ، فلما وقف بين يديه ، قال : اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد ، فقال : عرف الحق لأهله .
فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=27749_16377الشِّرْكُ فِي اللَّفْظِ
وَمِنَ الشِّرْكِ بِهِ سُبْحَانَهُ الشِّرْكُ بِهِ فِي اللَّفْظِ ، كَالْحَلِفِ بِغَيْرِهِ ، كَمَا رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ عَنْهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=949468مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ صَحَّحَهُ
الْحَاكِمُ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ .
وَمِنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=27749قَوْلُ الْقَائِلِ لِلْمَخْلُوقِ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ ، كَمَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=949469ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ ، فَقَالَ : أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا ؟ قُلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ . [ ص: 135 ] هَذَا مَعَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْبَتَ لِلْعَبْدِ مَشِيئَةً ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=28لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ [ سُورَةُ التَّكْوِيرِ : 28 ] .
فَكَيْفَ بِمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=27749يَقُولُ : أَنَا مُتَوَكِّلٌ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْكَ ، وَأَنَا فِي حَسْبِ اللَّهِ وَحَسْبِكَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=27749وَمَا لِي إِلَّا اللَّهُ وَأَنْتَ ، وَهَذَا مِنَ اللَّهِ وَمِنْكَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=27749وَهَذَا مِنْ بَرَكَاتِ اللَّهِ وَبَرَكَاتِكَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=27749وَاللَّهُ لِي فِي السَّمَاءِ وَأَنْتَ فِي الْأَرْضِ .
أَوْ
nindex.php?page=treesubj&link=27749يَقُولُ : وَاللَّهِ ، وَحَيَاةِ فُلَانٍ ، أَوْ يَقُولُ نَذْرًا لِلَّهِ وَلِفُلَانٍ ، وَأَنَا تَائِبٌ لِلَّهِ وَلِفُلَانٍ ، أَوْ أَرْجُو اللَّهَ وَفُلَانًا ، وَنَحْوُ ذَلِكَ .
فَوَازِنْ بَيْنَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ وَبَيْنَ قَوْلِ الْقَائِلِ : مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ . ثُمَّ انْظُرْ أَيُّهُمَا أَفْحَشُ ، يَتَبَيَّنْ لَكَ أَنَّ قَائِلَهَا أَوْلَى بِجَوَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِقَائِلِ تِلْكَ الْكَلِمَةِ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ قَدْ جَعَلَهُ نِدًّا لِلَّهِ بِهَا ، فَهَذَا قَدْ جَعَلَ مَنْ لَا يُدَانِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ - بَلْ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَعْدَائِهِ - نِدًّا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَالسُّجُودُ ، وَالْعِبَادَةُ ، وَالتَّوَكُّلُ ، وَالْإِنَابَةُ ، وَالتَّقْوَى ، وَالْخَشْيَةُ ، وَالْحَسْبُ ، وَالتَّوْبَةُ ، وَالنَّذْرُ ، وَالْحَلِفُ ، وَالتَّسْبِيحُ ، وَالتَّكْبِيرُ ، وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّحْمِيدُ ، وَالِاسْتِغْفَارُ ، وَحَلْقُ الرَّأْسِ خُضُوعًا وَتَعَبُّدًا ، وَالطَّوَافُ بِالْبَيْتِ ، وَالدُّعَاءُ ، كُلُّ ذَلِكَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ ، لَا يَصْلُحُ وَلَا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ : مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ .
وَفِي مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامِ أَحْمَدَ nindex.php?page=hadith&LINKID=949470أَنَّ رَجُلًا أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ وَلَا أَتُوبُ إِلَى مُحَمَّدٍ ، فَقَالَ : عَرَفَ الْحَقَّ لِأَهْلِهِ .