ذكر مرداويج طبرستان ملك
قد ذكرنا اتفاق ماكان بن كالي مع ، ومساعدته على مرداويج أسفار فلما استقر ملك ، وقوي أمره ، وكثرت أمواله وعساكره ، طمع في مرداويج جرجان ، وطبرستان ، وكانتا مع ماكان بن كالي ، فجمع عساكره وسار إلى طبرستان ، فثبت له ماكان ، فاستظهر عليه ، واستولى على مرداويج طبرستان ورتب فيها بلقاسم بن بانجين ، وهو اسفهسلار عسكره ، وكان حازما شجاعا ، جيد الرأي .
ثم سار نحو مرداويج جرجان ، وكان بها من قبل ماكان شيرزيل بن سلار ، وأبو علي بن تركي ، فهربا من ، وملكها مرداويج ورتب فيها مرداويج سرخاب بن باوس ، خال ولد بلقاسم بن بانجين ، خليفة عن بلقاسم فجمع بلقاسم جرجان ، وطبرستان ، وعاد إلى مرداويج أصبهان ظافرا غانما .
وسار ماكان إلى الديلم واستنجد أبا الفضل الثائر بها ، فأكرمه ، وسار معه إلى طبرستان فلقيهما بلقاسم ، وتحاربوا ، فانهزم ماكان ، ( والثائر ، فأما الثائر فقصد الديلم ، [ ص: 734 ] وأما ماكان ) فسار إلى نيسابور ، فدخل في طاعة السعيد نصر ، واستنجده ، فأمده بأكثر جيشه ، وبالغ في تقويته ، ووصل إليه ماكان وأبو علي ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فانهزم أبو علي وماكان وعادا إلى نيسابور ، ثم عاد ماكان بن كالي إلى الدامغان ليتملكها ، فسار نحوه بلقاسم ، ( فصده عنها ) ، فعاد إلى خراسان .
وسنذكر باقي أخبار ماكان فيما بعد .