ذكر بغداذ والخطبة للسلطان ألب أرسلان ببغداذ . عود ابنة الخليفة إلى
في هذه السنة أمر السلطان ألب أرسلان السيدة ابنة الخليفة بالعود إلى بغداذ ، وأعلمها أنه لم يقبض على عميد الملك إلا لما اعتمده من نقلها من بغداذ إلى الري بغير رضاء الخليفة ، وأمر الأمير أيتكين السليماني بالمسير في خدمتها إلى بغداذ ، والمقام بها شحنة ، وأنفذ أبا سهل محمد بن هبة الله ، المعروف بابن الموفق ، للمسير في الصحبة ، وأمره بالمخاطبة في إقامة الخطبة له ، فمات في الطريق مجدرا .
[ ص: 192 ] وهذا أبو سهل من رؤساء أصحاب الشافعي بنيسابور ، وكان يحضر طعامه في رمضان ، كل ليلة ، أربع مائة متفقه ، ويصلهم ليلة العيد بكسوة ودنانير تعمهم ، فلما سمع بموته أرسل العميد أبا الفتح المظفر بن الحسين فمات أيضا في الطريق ، فألزم السلطان رئيس العراقين بالمسير ، فوصلوا بغداذ منتصف ربيع الآخر ، وخرج عميد الدولة ابن الوزير فخر الدولة بن جهير لتلقيهم ، واقترح السلطان أن يخاطب بالولد المؤيد ، فأجيب إلى ذلك ، ولقب ضياء الدولة عضد الدولة .
وجلس الخليفة جلوسا عاما سابع جمادى الأولى ، وشافه الرسل بتقليد ألب أرسلان للسلطنة ، وسلمت الخلع بمشهد من الخلق ، وأرسل إليه من الديوان لأخذ البيعة النقيب طرادا الزينبي ، فوصلوا إليه وهو بنقجوان من أذربيجان ، فلبس الخلع ، وبايع الخليفة .