الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عزل البرسقي عن شحنكية العراق وولاية يرنقش الزكوي

في هذه السنة عزل البرسقي عن شحنكية العراق ، ووليها سعد الدولة يرنقش الزكوي .

[ ص: 695 ] وسبب ذلك : أن البرسقي نفر عنه المسترشد بالله ، فأرسل إلى السلطان محمود يلتمس منه أن يعزل البرسقي عن العراق ويعيده إلى الموصل ، فأجابه السلطان إلى ذلك ، وأرسل إلى البرسقي يأمره بالعود إلى الموصل ، والاشتغال بجهاد الفرنج ، فلما علم البرسقي الخبر شرع في جباية الأموال ، ووصل نائب يرنقش ، فسلم إليه البرسقي الأمر ، وأرسل السلطان ولدا له صغيرا مع أمه إلى البرسقي ليكون عنده ، فلما وصل الصغير إلى العراق خرجت العساكر والمواكب إلى لقائه ، وحملت له الإقامات ، وكان يوم دخوله يوما مشهودا ، وتسلمه البرسقي وسار إلى الموصل ، وهو ووالدته معه .

ولما سار البرسقي إلى الموصل كان عماد الدين زنكي بن آقسنقر بالبصرة قد سيره البرسقي إليها ليحميها ، فظهر من حمايته لها ما عجب منه الناس ، ولم يزل يقصد العرب ويقاتلهم في حللهم ، حتى أبعدوا إلى البر ، فأرسل إليه البرسقي يأمره باللحاق به ، فقال لأصحابه : قد ضجرنا مما نحن فيه : كل يوم للموصل أمير جديد ، ونريد نخدمه ، وقد رأيت أن أسير إلى السلطان فأكون معه ، فأشاروا عليه بذلك ، فسار إليه ، فقدم عليه بأصبهان فأكرمه ، وأقطعه البصرة وأعاده إليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية