ذكر أبي شجاع وفاة الوزير
في هذه السنة توفي الوزير أبو شجاع محمد بن الحسن بن عبد الله ، وزير الخليفة ، في جمادى الآخرة ، وأصله من روذراور ، وولد بالأهواز ، وقرأ الفقه على الشيخ ، وكان عالما بالعربية ، وله تصانيف منها : ذيل تجارب الأمم ، وكان عفيفا ، عادلا ، حسن السيرة ، كثير الخير والمعروف ، وكان موته أبي إسحاق الشيرازي بمدينة رسول الله ، - صلى الله عليه وسلم - ، كان مجاورا فيها .
ولما حضره الموت أمر فحمل إلى مسجد النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، فوقف بالحضرة وبكى ، وقال : يا رسول الله ! قال الله ، - عز وجل - : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ، وقد جئت معترفا بذنوبي ، وجرائمي أرجو شفاعتك .
وبكى فأكثر ، وتوفي من يومه ، ودفن عند قبر إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - .