ذكر مدينة الملك دقاق الرحبة ملك
في هذه السنة ، في شعبان ، ملك ، صاحب الملك دقاق بن تتش دمشق ، مدينة الرحبة ، وكانت بيد إنسان اسمه قايماز من مماليك السلطان ألب أرسلان ، فلما قتل كربوقا استولى عليها ، فسار دقاق إليه ، وحصراه بها ، ثم رحل عنه . وطغتكين أتابكه
[ ص: 489 ] وتوفي قايماز هذه السنة في صفر ، وقام مقامه غلام تركي اسمه حسن ، فأبعد عنه كثيرا من جنده ، وخطب لنفسه ، وخاف من دقاق ، فاستظهر ، وأخذ جماعة من السالارية الذين يخافهم ، فقبض عليهم ، وقتل جماعة من أعيان البلد ، وحبس آخرين وصادرهم . فتوجه دقاق إليه وحصره ، فسلم العامة البلد إليه ، واعتصم حسن بالقلعة ، فأمنه دقاق ، فسلم القلعة إليه ، فأقطعه إقطاعا كثيرا بالشام ، وقرر أمر الرحبة ، وأحسن إلى أهلها ، وجعل فيها من يحفظها ، ورحل عنها إلى دمشق .