ذكر طغتكين بصرى ملك
قد ذكرنا سنة سبع وتسعين وأربعمائة حال بكتاش بن تتش ، وخروجه من دمشق ، واتصاله بالفرنج ، ومعه أيتكين الحلبي ، صاحب بصرى ، وسيرهما إلى الرحبة ، وعودهما عنها ، فلما ضعفت أحوالهم سار إلى طغتكين بصرى فحصرها ، وبها أصحاب أيتكين ، فراسلوا ، وبذلوا له التسليم إليه ، بعد أجل قرره بينهم ، فأجابهم إلى ذلك ، فرحل عنهم إلى طغتكين دمشق ، فلما انقضى الأجل ، هذه السنة ، تسلمها ، وأحسن إلى من بها ، ووفى لهم بما وعدهم ، وبالغ في إكرامهم ، وكثر الثناء عليه ، والدعاء له ، ومالت النفوس إليه ، وأحبوه .