ذكر البرسقي عن شحنكية العراق وولاية يرنقش الزكوي
في هذه السنة عزل عزل البرسقي عن شحنكية العراق ، ووليها سعد الدولة يرنقش الزكوي .
[ ص: 695 ] وسبب ذلك : أن البرسقي نفر عنه المسترشد بالله ، فأرسل إلى السلطان محمود يلتمس منه أن يعزل البرسقي عن العراق ويعيده إلى الموصل ، فأجابه السلطان إلى ذلك ، وأرسل إلى البرسقي يأمره بالعود إلى الموصل ، والاشتغال بجهاد الفرنج ، فلما علم البرسقي الخبر شرع في جباية الأموال ، ووصل نائب يرنقش ، فسلم إليه البرسقي الأمر ، وأرسل السلطان ولدا له صغيرا مع أمه إلى البرسقي ليكون عنده ، فلما وصل الصغير إلى العراق خرجت العساكر والمواكب إلى لقائه ، وحملت له الإقامات ، وكان يوم دخوله يوما مشهودا ، وتسلمه البرسقي وسار إلى الموصل ، وهو ووالدته معه .
ولما سار البرسقي إلى الموصل كان عماد الدين زنكي بن آقسنقر بالبصرة قد سيره البرسقي إليها ليحميها ، فظهر من حمايته لها ما عجب منه الناس ، ولم يزل يقصد العرب ويقاتلهم في حللهم ، حتى أبعدوا إلى البر ، فأرسل إليه البرسقي يأمره باللحاق به ، فقال لأصحابه : قد ضجرنا مما نحن فيه : كل يوم للموصل أمير جديد ، ونريد نخدمه ، وقد رأيت أن أسير إلى السلطان فأكون معه ، فأشاروا عليه بذلك ، فسار إليه ، فقدم عليه بأصبهان فأكرمه ، وأقطعه البصرة وأعاده إليها .