فصل : [ القول في تفسير الكفاءة والأصل فيها وشرائطها ]
فإذا ثبت اعتبار ، مأخوذ من كفتي الميزان لتكافئهما ، وهي معتبرة بشرائط نذكرها . الكفاءة فهي المساواة
[ ص: 101 ] أصلها ما رواه سعيد بن أبي شعبة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ، فاظفر بذات الدين تربت يداك تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وحسبها ، ودينها ، وجمالها .
يقال : ترب الرجل إذا افتقر ، وأترب إذا استغنى ، وفي هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وسلم له ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن تربت هاهنا بمعنى استغنت ، وإن كان في اللغة بمعنى افتقرت ، فتصير من أسماء الأضداد : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يدعو على من لم يخالف له أمرا ، مع أن دعاءه مقرون بالإجابة .
والثاني : أن معناه تربت يداك إن لم تظفر بذات الدين : لأن من لم يظفر بذات الدين سلبت البركة فافتقرت يداه .
والثالث : أنها كلمة تخف على ألسنة العرب في خواتيم الكلام ولا يريدون بها دعاء ولا ذما ، كقولهم ما أشعره قاتله الله ، وما أرماه شلت يداه .
فإذا ثبت هذا ، فالشروط التي تعتبر بها الكفاءة سبعة وهي : ، الدين ، والنسب ، والحرية ، والمكسب ، والمال ، والبشر . والسلامة من العيوب
وقال مالك : . الكفاءة معتبرة بالدين وحده
وقال ابن أبي ليلى : معتبرة بشرطين : الدين والنسب .
وقال الثوري : هي معتبرة بثلاث شرائط : الدين ، والنسب ، والمال ، وهي إحدى الروايتين عن أبي حنيفة .
وقال أبو يوسف : هي معتبرة بأربع شرائط : الدين ، والنسب ، والمال ، والمكسب .
الرواية الثانية : عن أبي حنيفة .
ونحن ندل على كل شرط منها ونبين حكمه .