الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
570 [ 1595 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن الزهري وثبته معمر، عن ابن أبي الصعير؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرف على قتلى أحد، [ ص: 213 ] فقال: شهدت على هؤلاء فزملوهم بدمائهم وكلومهم . .

التالي السابق


الشرح

ابن أبي الصعير: هو ثعلبة، ويقال: هو ثعلبة بن صعير بن عمرو بن زيد بن سنان.

روى عنه: الزهري.

وحديث عبد الرحمن عن جابر أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف وعن قتيبة، عن الليث مع زيادات فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في الثوب الواحد ويسأل: أيهما أكثر أخذا للقرآن؟

فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد، وقال: "أنا أشهد على هؤلاء يوم القيامة" وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصل عليهم ولم يغسلوا.


وحديث أسامة حيث خالف الليث فرواه عن الزهري عن أنس تكلم فيه محمد بن إسماعيل البخاري، فقال أبو عيسى الترمذي في كتاب "العلل" : سألت محمدا عن هذا الحديث -يعني: إسناده- فقال: حديث عبد الرحمن عن جابر حسن، وحديث أسامة غير محفوظ، غلط أسامة.

وروى الحديث عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وحديث ابن أبي صعير رواه الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني عن سفيان كما رواه الشافعي، وقال في آخره: قال سفيان بن [ ص: 214 ] عيينة: وثبتني في هذا الحديث معمر، ولهذا قال الشافعي: أبنا سفيان، عن الزهري وثبته معمر، ورواه محمد بن حماد الأبيوردي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن أبي صعير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - موصولا .

وقوله: "شهدت على هؤلاء" مثل قوله:" أشهد على هؤلاء يوم القيامة" كما تقدم، ومثل قوله تعالى: وجئنا بك على هؤلاء شهيدا والكلوم: الجراحات.

واتفق العلماء على أن المقتول في معركة الكفار لا يغسل، وذهب أكثرهم إلى أنه لا يصلى عليه أيضا كما دل عليه الحديث، وبه قال مالك والشافعي وأحمد.

وقال آخرون: يصلى عليه؛ لما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى على حمزة .

وأوله الأولون على الدعاء.

ومن قتل ظلما في غير القتال يغسل ويصلى عليه وإن كان شهيدا في الثواب كما فعل بعمر -رضي الله عنه-، وروي أن الحسن صلى على علي رضي الله عنهما.




الخدمات العلمية