الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الأصل

[ 1676 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد بن سالم القداح، عن أيمن بن نابل قال: أخبرني قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يرمي الجمرة يوم النحر على ناقة صهباء ليس ضرب ولا طرد وليس قيل: إليك إليك .

التالي السابق


الشرح

أيمن بن نابل: هو أبو عمران المكي.

روى عن: قدامة بن عبد الله، وأبي الزبير المكي، وأم كلثوم.

وروى عنه: الثوري، ومعتمر بن سليمان، وأبو عاصم النبيل، ووكيع .

وقدامة بن عبد الله صحابي يعد في أهل الحجاز.

روى عنه: حميد بن كلاب ابن أخيه .

والحديث مشهور رواه الثوري عن أيمن، وأورده البخاري في "التاريخ" واللفظ: لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك.

والصهباء: التي يخالط بياضها حمرة وهو أن يحمر أعلى الوبر [ ص: 280 ] وتبيض أجوافه، ورجل أصهب: إذا كان في شعر رأسه شقرة، وفي بعض روايات الحديث: على ناقة حمراء.

وقوله: ليس ضرب ولا طرد .. إلى آخره أي: لا يضرب هناك أحد ولا يطرد ولا يقال: إليك إليك.

وقولهم: إليك إليك كقولهم: الطريق الطريق، وكأن المراد إذا: ضمم إليك نفسك وخل الطريق.

وفي الحديث دليل على جواز الرمي راكبا، وأورد مسلم في "الصحيح" من رواية أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يرمي على راحلته يوم النحر.

وذهب ذاهبون إلى أنه الأفضل، وقيل: المشي إلى الجمار أفضل؛ وإنما ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليرى فيقتدى به، وفضل بعضهم بين رمي يوم النحر وبين رمي أيام التشريق؛ لما روي عن نافع عن ابن عمر أنه كان يأتي الجمار في الأيام الثلاثة بعد يوم النحر ماشيا ذاهبا وراجعا، ويخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك .




الخدمات العلمية