الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1576 الأصل

[ 1631 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن يحيى بن سعيد وأبي الزناد كلاهما، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن رجلا، قال أحدهما: أحبن.

وقال الآخر: مقعد كان عند جوار سعد، فأصاب امرأة حبل فرمته به فسئل فاعترف به، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - به- قال أحدهما: فجلد بأثكال النخل، وقال الآخر: بأثكول النخل .


التالي السابق


الشرح

هذا مرسل، ويروى موصولا بذكر أبي سعيد فيه ، وقيل: عن أبي الزناد عن أبي أمامة عن أبيه ، وروى يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعيد بن سعد بن عبادة قال: كان بين أبياتنا رجل مخدج ضعيف وجد على أمة من إمائهم يخبث بها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا له عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة" .

والأحبن صاحب الاستسقاء، والمخدج: ناقص الخلق.

وقوله: "يخبث بها" أي: يزني [ ص: 243 ] .

والإثكال، والأثكول، والعثكال والعثكول واحد، وأغصانه من شماريخ، واحدها: شمراخ.

وبمقتضى الحديث أخذ الشافعي وغيره من أهل العلم، وقالوا: من به مرض لا يرجو زواله إذا وجب عليه الجلد يضرب بعثكال عليه مائة شمراخ بحيث تمسه الشماريخ كلها ويسقط عنه الحد، وذهب مالك وأبو حنيفة إلى أنه لا يضرب بالشماريخ، وإن كان المرجو بحيث يرجى زواله انتظر البرء. والله أعلم.




الخدمات العلمية