الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
585 [ 1610 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم بن محمد، عن إسحاق بن عبد الله، عن موسى بن وردان، عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أنه كان يقرأ بأم القرآن بعد التكبيرة الأولى على الجنازة .

التالي السابق


الشرح

محمد: هو ابن سويد الفهري القرشي .

سمع: الضحاك بن قيس. وروى عنه: الزهري .

وموسى بن وردان مصري [ ص: 223 ] .

سمع: أبا هريرة، وأبا سعيد، وروى عنه: عمارة بن غزية، والحسن بن ثوبان، وضمام بن إسماعيل المصريان .

وحديث أبي أمامة رواه أيضا الحجاج بن أبي منيع عن جده عبيد الله بن زياد الرصافي عن الزهري .

وحديث الضحاك رواه ابن وهب عن يونس عن الزهري، وقال: فذكرت الذي أخبرني أبو أمامة من السنة في الصلاة على الميت لمحمد بن سويد فقال: وأنا سمعت الضحاك بن قيس يحدث عن حبيب بن مسلمة بمثل الذي حدث أبو أمامة .

والرجل الذي روى عنه أبو أمامة يمكن أن يريد أباه؛ فقد حدث محمد بن إبراهيم عن أبي أمامة عن عبيد بن السباق قال: صلى بنا سهل بن حنيف على جنازة، فلما كبر التكبيرة الأولى قرأ بأم القرآن حتى أسمع من خلفه .

وفيه أنه يقرأ الفاتحة سرا، وأنه يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: "ويخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات لا يقرأ في شيء منهن".

لا يمكن أن يريد نفي قراءة الفاتحة في التكبيرات الأربع، فإن ذلك يناقض أول الكلام، ويشبه أن يريد به أنه لا يقرأ سورة أخرى سوى الفاتحة، وقد روي في بعض الروايات؛ أن ابن عباس قرأ بفاتحة الكتاب وسورة [ ص: 224 ] .

أو يريد أنه لا يقرأ الفاتحة في التكبيرات الثلاث لا كركعات سائر الصلوات، ويخلص فيها الدعاء للميت، والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثانية مقدمة يتبرك بها الدعاء للميت وهي مستحبة في ابتداء الأدعية على الإطلاق.

وقوله: "ثم يسلم سرا في نفسه" أي: تسليما خفيا لا يسمعه غيره، ويروى ذلك عن ابن عباس، وعن ابن عمر؛ أنه كان يسلم حتى يسمع من يليه .




الخدمات العلمية