الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وصريحه لفظ " الطلاق " وما يتصرف منه ) . يعني أن صريح الطلاق : هو لفظ " الطلاق " وما تصرف منه ، لا غير وهذا المذهب . وعليه أكثر الأصحاب . وصححه المصنف ، والشارح ، وابن منجا في شرحه ، والناظم . واختاره ابن حامد . قال في الهداية : وهو الأقوى عندي . وجزم به في الوجيز ، والمنور ، ومنتخب الأدمي البغدادي ، وغيرهم . وقدمه في المحرر ، والرعاية الصغرى ، والحاوي الصغير ، والفروع ، وتجريد العناية . وقال الخرقي : صريحه ثلاثة ألفاظ " الطلاق " و " الفراق " و " السراح " وما تصرف منهن .

وقال أبو بكر : ونصره القاضي . واختاره الشريف ، وأبو الخطاب ، في خلافيهما ، والشيرازي ، وابن البناء . [ ص: 463 ] قال في الواضح : اختاره الأكثر . وجزم به القاضي في الجامع الصغير ، وابن عقيل في التذكرة . وقدمه في المستوعب والخلاصة ، والبلغة ، وإدراك الغاية . وأطلقهما في الفصول ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والكافي ، والهادي ، والرعاية الكبرى . وعنه " أنت مطلقة " ليست صريحة . ذكرها أبو بكر ; لاحتمال أن يكون طلاقا ماضيا . قال الزركشي : ويلزمه ذلك في " طلقتك " . وقيل : " طلقتك " ليست صريحة أيضا . بل كناية .

قال في الفروع : فيتوجه عليه أنه يحتمل الإنشاء والخبر . وعلى الأول : هو إنشاء . قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : هذه الصيغ إنشاء ، من حيث إنها هي التي أثبتت الحكم وبها تم . وهي إخبار ; لدلالتها على المعنى الذي في النفس . وفي الكافي احتمال في " أنت الطلاق " أنها ليست بصريحة . وقيل : إن لفظ " الإطلاق " نحو قوله " أطلقتك " صريح . وهو احتمال للقاضي . ورده المصنف ، والشارح . وأطلق في المستوعب والبلغة فيه وجهين .

التالي السابق


الخدمات العلمية