ذكر الغز إلى الدسكرة وغيرها
في شوال من هذه السنة وصل وصول إبراهيم بن إسحاق ، وهو من الأمراء الغزية [ ص: 120 ] السلجوقية ، إلى الدسكرة ، وكان مقيما بحلوان ، فلما وصل إليها قاتله أهلها ثم ضعفوا وعجزوا وهربوا متفرقين ، ودخل الغز البلد فنهبوه أقبح نهب ، وضربوا النساء وأولادهن ، فاستخرجوا بذلك أموالا كثيرة ، وساروا إلى روشنقباذ لفتحها ، وهي بيد سعدي ، وأمواله فيها وفي قلعة البردان .
وكان سعدي قد فارق طاعة السلطان طغرلبك على ما ذكرناه ، فلم يفتحها ، وأجلى أهل تلك البلاد ، وخربت القرى ، ونهبت أموال أهلها .
وسار طائفة أخرى من الغز إلى نواحي الأهواز وأعمالها ، فنهبوها واجتاحوا أهلها ، وقوي طمع الغز في البلاد ، وانخذل الديلم ومن معهم من الأتراك ، وضعفت نفوسهم .
ثم سير طغرلبك الأمير أبا علي ابن الملك أبي كاليجار ، الذي كان صاحب البصرة ، في جيش من الغز إلى خوزستان ليملكها ، فوصل سابور خواست ، وكاتب الديلم الذين بالأهواز يدعوهم إلى طاعته ، ويعدهم الإحسان إن أجابوا ، والعقوبة إن امتنعوا ، فمنهم من أطاع ، ومنهم من خالف ، فسار إلى الأهواز ، فملكها واستولى عليها ، ولم يعرض لأحد في مال ولا غيره ، فلم يوافقه الغز على ذلك ، ومدوا أيديهم إلى النهب والغارة والمصادرة ، ولقي الناس منهم عنتا وشدة .