الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

الفكر المنهجي عند المحدثين

الدكتور / همام عبد الرحيم سعيد

حصر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

إذا عرفنا أن الحديث لم يكن صدوره محصورا في وقت خاص من أوقات النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا محدودا بمكان ولا بنوع من أنواع السلوك، بل هـو جميع ما يصدر عنه من أنواع النشاط في السر والعلن، وفي الليل والنهار، وفي علاقاته الفردية والاجتماعية، وأن هـذا النشاط من لدن بعثته حتى وفاته كان موضع الاقتداء والائتساء، ولما عرف الصحابة من عصمته صلى الله عليه وسلم فقد فتحوا أعينهم على كل فعل فعله، وألقوا بآذانهم لكل قول قاله، وبحثوا عن أخلاقه وصفاته، حتى طرقوا أبواب أزواجه يسألون عن معاشرة النبي لأزواجه، ولا ريب أن الشخص الذي نضعه تحت ملاحظتنا الدقيقة المستمرة سوف نسجل من أفراد نشاطه ما يصعب علينا جمعه وملاحقته، فكيف إذا كان الأمر أمر رسول أمر الناس بمتابعته والوقوف عند أمره ونهيه، وقد أحبوه فوق حبهم لأنفسهم وأبنائهم وأزواجهم؟! ولا بد أن يتضاعف الأمر أضعافا مع كثرة الوافدين عليه والجالسين إليه والمقتبسين منه، وهكذا فإننا لا نستطيع حصر ما صدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث، ولذلك فإن ابن الجوزي -رحمه الله- يقول: (اعلم أن حصر الاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيد إمكانه، غير أن جماعة من أهل العلم بالغوا في تتبعها وحصروا ما أمكنهم، فأخبر كل منهم عن وجوه) [1] [ ص: 34 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية