الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

الفكر المنهجي عند المحدثين

الدكتور / همام عبد الرحيم سعيد

[2] التعريف بالإمام البخاري وبمنهجه في كتاب الجامع

الإمام البخاري

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري (194-256هـ) أول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين، وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي، ونشأ يتيما، وظهر نبوغه المبكر، قال أبو جعفر محمد بن حاتم وراق البخاري: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث؟ قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب. قال: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ قال: عشر سنين أو أقل. ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره وقال يوما فيما كان يقرأ للناس: سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم ، فقلت له: يا أبا فلان، إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم، فانتهرني، فقلت له: ارجع إلى الأصل إن كان عندك. فدخل ونظر فيه ثم خرج وقال لي: كيف هـو يا غلام؟ قلت هـو الزبير بن عدي عن إبراهيم. فأخذ القلم مني، وأحكم كتابه، فقال: صدقت. فقال له بعض أصحابه: ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال: ابن إحدى عشرة.

خرج محمد بن إسماعيل مع أمه وأخيه أحمد إلى مكة ، فرجع أخوه وأمه وتخلف هـو في طلب الحديث، وكان ذلك في السادسة عشرة من عمره. وما إن طعن في الثامنة عشرة حتى بدأ يصنف قضايا الصحابة [ ص: 119 ] والتابعين وأقاويلهم. وصنف كتاب التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة، وقال عن نفسه: قل اسم في (التاريخ) إلا وله عندي قصة. إلا أني كرهت تطويل الكتاب .

رحل البخاري في طلب الحديث إلى أكثر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق والحجاز والشام ومصر ، وقدم بغداد وشهد له أهلها بتفرده في علم الرواية والدراية .

وألف كتاب الجامع الصحيح، وقد مكث في تأليفه ست عشرة سنة، وخرجه من بين ستمائة ألف حديث. وكان يقول: جعلته حجة بيني وبين الله عز وجل .

صحيح البخاري

يمتاز كتاب البخاري الجامع الصحيح بمنهجه المتفرد المدهش في إتقانه. ومنذ عصر البخاري إلى زماننا لم يؤلف مثل هـذا الكتاب في بابه وموضوعه. وهو كما قال البخاري: (جعلته حجة بيني وبين الله عز وجل ) ولبيان مزايا هـذا الكتاب المنهجية نفصل القول بما يلي:

1- دخل البخاري إلى أحاديث الجامع بعد رحلة طويلة مع (التاريخ) فقد ترجم في كتاب (التاريخ الكبير) لما يقارب الأربعة عشر ألف راو من رواة الحديث. ومن خلال هـذه التراجم التي تناولت جميع العصور وقف البخاري على مسارات الرواية وطرقها، وتعرف على مراتبها ومنازلها من الصحة، والرجال الذين اختار الرواية لهم يغلب عليهم أنهم من الطبقة الأولى من الرواة، إذ أن كل راو من الرواة [ ص: 120 ] حوله تلاميذ يتفاوتون في درجاتهم من العدالة والضبط وطول الصحبة، فأعلاهم رتبة من اشتهر بعدالته وضبطه، وطالت صحبته لشيخه، ثم يليه من اشتهر بعدالته وضبطه وقصرت صحبته، ثم يليه من طالت صحبته ونقص ضبطه، ثم يليه من قصرت صحبته ونقص ضبطه، ويليه من كان فيه نوع جرح. ولقد حرص البخاري أن يعتمد رجال الطبقة الأولى عند كل راو من الرواة. وإن نظرة في رجال البخاري تكشف عن تقدم هـؤلاء الرجال في المنزلة والحفظ والعدالة وطول الصحبة والممارسة لأحاديث شيوخهم.

2- جعل الإمام البخاري كتابه كتابا جامعا نوع في موضوعاته وفصل حتى جاء الكتاب أجمع كتاب في كتب السنة، فلم يؤلف كتاب مثله لا قبله ولا بعده، وقد ضم بين دفتيه واحدا وتسعين كتابا على نسق فريد، وترتيب محكم، ومنطق في التأليف المتكامل، فقد بدأ كتابه ببدء الوحي -إشعارا بأن الوحي هـو أساس هـذا الدين- ثم الإيمان ثم العلم ثم الوضوء.

لقد كان الجامع الصحيح أول كتاب يجمع الأحكام والسير والرقاق والزهد والأدب والعقائد والفتن والتفسير، وغير ذلك كثير. ثم سلك المحدثون مسلكه وساروا على منهجه من بعده.

3- خصص الإمام البخاري كتابه لطائفة من الحديث الصحيح المجرد. واستجاب لطلب شيخه إسحق بن إبراهيم بن راهوية الذي اقترح على تلاميذه -وكان البخاري أحدهم- أن يفردوا الحديث الصحيح الذي تتوافر فيه شروط الصحة في مصنف، فكان البخاري صاحب هـذا العمل، [ ص: 121 ] فشرع فيه حتى أنجزه. وكان المحدثون قبل البخاري يجمعون بين الصحيح وغيره، ولا يتحرون الحديث الصحيح في كتبهم، بل تجد عندهم المتصل وغيره من المرسل والمنقطع ، فالإمام مالك لم يخصص كتابه للأحاديث التي تتوافر فيها الصحة ابتداء، بل احتوى كتابه على البلاغات والمرسلات -وفي صحتها جدل عند العلماء حتى يتبين اتصالها- والإمام البخاري هـو أول من سمى كتابه الجامع الصحيح.

4- اختار الإمام البخاري أحاديث كتابه الأربعة آلاف -غير متكررة- من بين ستمائة ألف حديث. بل إن أحاديث البخاري إذا سلمت من التجزئة والتفريق لا تزيد على ألفين وستمائة حديث وحديثين [1] حيث إنه يفرق الحديث الواحد على عدة أبواب، ويذكر في كل باب ما يناسبه من الحديث.

5- يذكر البخاري الحديث الواحد بأسانيد متعددة، حيث ينوع في ذكر شيوخه فيزداد السند قوة، أو يتخلص بهذا التنويع من إشكال كبيان الأسماء والكنى التي يلتبس أمرها، أو للكشف عن السماع إذا كان السند يحتمل السماع أو عدم السماع، أو لإزالة الشبهة في ضعف الراوي بذكر طرق تؤكد أن البخاري لم يعتمد على هـذا الراوي، فقد روى البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس ، وإسماعيل معروف بشيء من الضعف، ولكن البخاري روى عن إسماعيل ما صح من حديثه، وقد عرض إسماعيل حديثه على البخاري فميز له صحيح حديثه من ضعيفه، [ ص: 122 ] فعندما يروي البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس فإنه يذكر الحديث من طرق أخرى قوية.

6- يمتاز كتاب الجامع الصحيح للإمام البخاري - علاوة على منهجيته في تخير الرجال والأسانيد- بتلك الطريقة العجيبة في تنظيم الموضوع الواحد، والتقديم لكل حديث أو باب بمقدمة تشرحه وتوضحه بإيجاز وهذه المقدمات يطلق عليها (التراجم) وقد اهتم العلماء بتراجم البخاري وقالوا: فقه البخاري في تراجمه. ولنستعرض ترجمة من التراجم لنتبين أي جهد بذله البخاري في استخراجها من عشرات النصوص بين آية قرآنية وحديث نبوي وفريدة لغوية.

قال البخاري رحمه الله في ترجمة كتاب الإيمان: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس) وهو قول وعمل، ويزيد وينقص.

قال الله تعالى: ( ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) [الفتح:4]،

( وزدناهم هـدى ) [الكهف:13]،

( ويزيد الله الذين اهتدوا هـدى ) [مريم:76]،

( والذين اهتدوا زادهم هـدى وآتاهم تقواهم ) [محمد:17]،

( ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) [المدثر:31]،

وقوله: ( أيكم زادته هـذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا ) [التوبة:124]،

وقوله جل ذكره: ( فاخشوهم فزادهم إيمانا ) [آل عمران:173]،

وقوله تعالى: ( وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ) [الأحزاب:22]

والحب في الله والبغض في الله من الإيمان.

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي: إن للإيمان فرائض وشرائع وحدودا وسننا، فإن أعش فسأبينها لكم، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص. وقال إبراهيم: ( ولكن ليطمئن قلبي ) [البقرة:260]. وقال معاذ: اجلس بنا نؤمن ساعة. وقال ابن مسعود: اليقين الإيمان كله. وقال ابن عمر: لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع [ ص: 123 ] ما حاك في الصدر. وقال مجاهد: ( شرع لكم من الدين ) [الشورى:13] أوصيناك يا محمد وإياه دينا واحدا. وقال ابن عباس: ( شرعة ومنهاجا ) [جزء من آية 48 سورة المائدة]: سبيلا وسنة .

بهذه المقدمة افتتح البخاري كتاب الإيمان الذي احتوى على اثنين وأربعين بابا اشتملت على واحد وثمانين حديثا، فكانت المقدمة معبرة عن جميع هـذه الأبواب.

والبخاري ليس راوية حديث فحسب، ولا رجل دراية في الأسانيد فقط، ولكنه جمع فيما جمع فهما لعقائد معاصريه حتى كانت أبواب الإيمان القول الفصل في نصرة أهل السنة والجماعة، دحر خصومهم، فنجده في أول مقدمته يحمل حملة عنيفة على المرجئة، وهم الذين كانوا يقولون: إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، وإنه لا تنفع مع الإيمان طاعة، ولا تضر معه معصية - وهي دعوى بعض المسلمين المعاصرين الذين يقفون عند حد قولهم "لا إله إلا الله" مع ادعاء كمال الإيمان ونقاء السريرة وانتظارهم للدرجات العالية عند الله تبارك وتعالى - وهي ممارسة منحرفة لتصور منحرف، إذ أنها تسلب فاعلية الإيمان وتفصل بين النظرية والتطبيق، ومن أجل هـدم هـذا المفهوم الخطير بدأ بقوله: "الإيمان قول وعمل". وهذه العبارة خلاصة موجزة لعدد من أبواب كتاب الإيمان ويدخل فيها: إطعام الطعام من الإيمان، من الإيمان الفرار من الفتن، الحياء من الإيمان، إفشاء السلام من الإسلام، قيام ليلة القدر من الإيمان، الصلاة من الإيمان، الزكاة من الإسلام، أداء الخمس من الإيمان، وغير ذلك من الأبواب التي نلاحظ فيها مقصود البخاري في إبراز صورة إيمانية حركية عملية اجتماعية تكاملية. [ ص: 124 ] والجدير بالذكر أن البخاري يرد على الخصم دون أن يذكره بالاسم، لأنه عف اللسان من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يناقش جوهر الفكرة مفصولة عن الزمان والأشخاص، وذلك كي يبقى العرض صالحا للرد على كل من يحمل فكرا مشابها.

ومن خلال هـذه الترجمة نجد أن الصورة المتكاملة واضحة في ذهن البخاري، ولذلك فقد اختار من بين إحدى وثمانين صورة من صور الإيمان صورة واحدة اعتبرها واسطة عقد الإيمان ومن أكبر الدلائل عليه فقال: (والحب في الله والبغض في الله من الإيمان) وهذه الصورة تتجاوز السلوك الفردي وممارسة الشعائر التي قد تمارس من غير وعي للأهداف، إلى ممارسة الفكرة الإسلامية مع مستلزماتها من الولاء والتجمع على رابطة العقيدة واعتبار هـذه الرابطة فيصلا بين الإيمان وغيره، ولا يصل المسلم إلى هـذه الرتبة إلا مرورا بخصال الإيمان وشعبه.

ثم انتقل إلى قول عمر بن عبد العزيز الذي اعتبر خصال الإيمان وشعبه عماد سياسته الراشدة. ويبدو أنه كان بذهن هـذا الخليفة أن يضع خصال الإيمان على شكل سلم أو وصف لعناصر التكوين الإسلامي النموذج، وكأن البخاري عمل في كتابه على تفصيل هـذا السلم وإبراز هـذه العناصر استجابة لأمنية الخليفة الراشد - رضي الله عنه -.

إن جمع خصال الإيمان المبثوثة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم هـي المقدمة الأولى للصياغة البشرية الإيمانية، واستدلال البخاري بقول عمر يستفاد منه أن العلم والحكم لا بد أن يتفقا على رسم هـذه السياسة وتنفيذها، وذلك إذا أريد للمجتمع أن يكون مجتمعا مسلما بمعنى الكلمة. [ ص: 125 ]

أنموذج من حديث الإمام البخاري


باب من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب - كتاب مواقيت الصلاة:

557- حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله عن أبيه، ( أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، أوتي أهل التوراة التوراة، فعملوا بها حتى إذا انتصف النهار عجزوا، فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس، فأعطينا قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتابين: أي ربنا، أعطيت هـؤلاء قيراطين قيراطين، وأعطيتنا قيراطا قيراطا، ونحن كنا أكثر عملا. قال: قال الله عز وجل : هـل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا: لا، قال: فهو فضلي أوتيه من أشاء ) .

باب الإجارة إلى نصف النهار- من كتاب الإجارة:

2268- حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ( عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثلكم ومثل أهل الكتابين كمثل رجل استأجر أجراء فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود. ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط؟ فعملت النصارى. ثم قال: من يعمل لي من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين؟ فأنتم هـم فغضبت اليهود والنصارى ، فقالوا: ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء؟ قال: نقصتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء ) . [ ص: 126 ] باب الإجارة إلى صلاة العصر - من كتاب الإجارة:

2269- حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك ، عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال: من يعمل إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود على قيراط قيراط، ثم عملت النصارى على قيراط قيراط، ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين. فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء. قال: هـل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء ) .

باب ما ذكر عن بني إسرائيل -كتاب أحاديث الأنبياء:

3459- حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس. وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط. ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين؟ ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين، ألا لكم الأجر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى ، فقالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء. قال الله: هـل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. قال: فإنه فضلي، أعطيه من شئت ) . [ ص: 127 ] باب فضل القرآن على سائر الكلام -كتاب فضائل القرآن:

5021- حدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن سفيان ، حدثني عبد الله بن دينار ، قال: سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما - ( عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل إلى نصف النهار على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود. فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى. ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين. قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء، قال: هـل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذاك فضلي أوتيه من شئت ) . [ ص: 128 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية