الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
(د) الجوامع والمسانيد والمعاجم:

ثم ظهر علم الرواية على شكل كتب جامعة ومسانيد كبيرة ومعاجم، وكان ذلك مع مطلع القرن الثالث الهجري. ويمكن أن نقسم كتب الرواية في هـذه المرحلة إلى ثلاثة أقسام رئيسة:

[1] الجوامع المبوبة

وهي كتب لم تقتصر على صنف واحد من أصناف الحديث، بل جمعت أصنافا كثيرة فكان فيها العلم والأحكام والسير والأدب والتفسير والفتن والزهد، على تفاوت بينها في استيعاب هـذه الأصناف، وهي مرتبة على أبواب حسب الموضوعات. وأشهر هـذه الجوامع:

- الجامع الصحيح المسند المختصر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري .

- الجامع الصحيح، للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري .

- الجامع، للإمام محمد بن عيسى الترمذي .

- السنن، للإمام سليمان بن الأشعث السجستاني، أبي داود .

- السنن، للإمام أحمد بن شعيب النسائي .

- السنن، للإمام محمد بن ماجه القزويني .

- السنن، للإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي . [ ص: 69 ]

[2] المسانيد

وهي كتب مرتبة على الصحابة بحيث تذكر روايات الصحابي الواحد كلها في مكان واحد، ثم ينتقل إلى صحابي آخر، دون مراعاة للموضوعات الحديثية. كما فعل الإمام أحمد بن حنبل في كتاب المسند حيث بدأ بالخلفاء الأربعة فذكر أحاديث كل واحد منهم، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، إلى أن ذكر طائفة كبيرة من الصحابة رضي الله عنهم ، بلغت تسعمائة وأربعة. وبعض هـذه المسانيد اتبع أسلوب جمع روايات الصحابي الواحد، ولكنه بوب أحاديث كل صحابي كما فعل البزار في مسنده الكبير.

[3] المعاجم

وهي الكتب التي يروي فيها المصنف أحاديث شيوخه، ويرتب أسماء الشيوخ على حروف المعجم، كمعجم الطبراني الصغير .

التالي السابق


الخدمات العلمية