الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
المسلك الثالث: تقديم الترغيب والتبشير

والناس ينبغي أن نقدم لهم ما في القرآن والسنة وسيرة السلف من الترغيب والتبشير، وقد طال بهم الأمد، وجرت بهم السنون، لا تقرع آذانهم غالبا إلا نصوص الترهيب، وما استقر في أسماعهم إلا التخويف والتنذير.

لا يسمعون إلا: هـذا حرام، وهذا حرام، وهذا حرام، دون دعوة متوازنة في وضع الترغيب والترهيب في مواقعهما الصحيحة.

كأن الدعاة منذرون مرهبون فقط، وقد جاء الأنبياء مبشرين ومنذرين: ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ) (البقرة: 213) . [ ص: 105 ]

ونبينا جاء بشيرا ونذيرا: ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) (الأحزاب: 45) ..

( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ) (سبأ: 28) .

وكأنهم نسفوا من قاموس الدعوة: " التبشير " و " الترغيب " .. لا تجد الخطيب إلا متحدثا عن النار، وأهوال النار، وعن المذنبين وما ينتظرهم من عقاب شديد، مع أن القرآن يهدي الدعاة إلـى أن المؤمن ينبغي أن يبشر أكثر مما ينذر، وورد في ذلك من الآيات الكثير، من ذلك:

* نزول القرآن كان بشرى لهم:

قال تعالى: ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ) (البقرة: 97) ..

وقال أيضا: ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ) ( النحل: 102) .

* ونصر الله للمؤمنين كان بشرى لهم،

قال تعالى: ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) (آل عمران: 126) ..

وقال سبحانه: ( نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ) (الصف: 13) .

* والعبادات شرعها الله تعالى بشرى للمؤمنين: فإقامة الصلاة بشرى لهم: ( وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ) (يونس: 87) .. [ ص: 106 ] والحج والهدي والنسك بشرى لهم: ( كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هـداكم وبشر المحسنين ) ( الحج: 37) .

* والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمحافظة لحدود الله، بشرى للمؤمنين: ( الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ) (التوبة: 112) .

* وإتيان الحرث ومعاشرة الأهل، سنه تعالى بشرى للمؤمنين: ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ) (البقرة: 223) .

* وإرسال خاتم النبيين مبشرا ونذيرا، كذلك بشرى للمؤمنين: ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا * وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا ) (الأحزاب: 45- 47) ..

وفضله لهم: إرساله محمدا صلى الله عليه وسلم .

وحتى عند المقابلة بين التبشير والإنذار، فقد جعل القرآن البشارة للمؤمن والنذارة للكافر،في غالب الأحوال.

ففي سورة الكهف يقول تعالى: ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * ماكثين فيه أبدا * وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ) (الكهف: 2- 4) . [ ص: 107 ]

وفي آخر سورة مريم يقول: ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ) ( مريم: 97) .

وهكذا نجد أن التبشير أولى بالمؤمنين، غير أن كثيرا من دعاتنا اليوم وخطبائنا، يقدمون الإنذار والتخويف والترهيب، فينفرون الناس أكثر مما يبشرون.

إعادة التوازن للخطاب الدعوي

ملئت عقول الناس بالنار وما فيها، وبأهل النار ومصيرهم، واليوم لا بد أن نحدثهم عن الجنة وما فيها من أنهار وعيون، ومن حور عين، وعن الطائعين والمقربين والمجاهدين والمتقين، والأبرار وما أعد الله لهم من نعيم مقيم، ومن جنة ومنة وخلود.

أو لا يتطلع إلى الجنة، ويندم عن الذنب، ويعزم على التوبة والصلاح، من يقال له إن الله لا يخلف وعده، وعد عباده المسلمين بالجنات،

وتلي عليه قول الله تعالى: ( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون * يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون * وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) (الزخرف: 68- 72) .

أو لا يسرع إلى التوبة، ويقلع عن الذنب، من حدث عن التوبة وقيل [ ص: 108 ] له: إن الله يغفر الذنوب جميعا، وإنه هـو الغفور، وعلم أن اليأس من رحمة الله جهل منبوذ، ثم تلي عليه قول الله تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هـو الغفور الرحيم ) (الزمر: 53) .

أو لا يتشوق إلى الجنة، ويتطلع إلى نعيمها، ويستمسك بعروة التقوى، من تلي عليه قول الحق سبحانه: ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ) (محمد: 15) .

ولا يخفى على عالم بالسنة، مهتم بالسيرة، أثر الترغيب والتبشير في دفع المسلم وحثه على الطاعات، والمسابقة في الخيرات، والمسارعة إلى البر والتقوى، والفلاح والإصلاح، بل قد يبذل نفسه للموت والتضحية، طلبا للذي رغب فيه.

فهذا عمير بن الحمام رضي الله عنه ، يوم بدر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرض الناس قائلا: والذي نفسي بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة، فيقول عمير وفي يده تمرات يأكلهن: بخ بخ! أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هـؤلاء؟ ثم يقذف بالتمرات من يده، ويأخذ سيفه، ويقاتل القوم حتى يقتل وهو يرجز: [ ص: 109 ]


ركضـا إلى الله بغيـر زاد إلا التقى وعمل المعاد     والصبر في الله على الجهـاد
وكل زاد عرضة النفاد     غير التقى والبر والرشاد

[1] .

وإن تأثير الترغيب والتبشير إيجابي جدا، ينطلق المرغب مغيرا للباطل، معززا للحق،مجاهدا في سبيل الله.. بينما تأثير الترهيب في غير مواقعه الدقيقة سلبي، يندم صاحبه، ويكثر من التحسر والأسى على ما اقترفه، أو ما سيجترحه، فيحذر ويخاف ولا يتقدم.

فتقديم الترهيب يشيع غالبا في عصور التخلف والقعود، ثم الانهزامية والانحطاط، أما تقديم الترغيب فيكون دائما في حالات النهضة والصحوة والإقدام وعصور التجديد.

فتقديم الترغيب على الترهيب، هـو الأصل الأصيل في الدعوة إلى الله، وتغليب التبشير على التنفير، هـو الأنفع والأجدى في الدعوة إلى الله، وبذلك بدأ رسول الإسلام دعوته للكفار والمشركين والناس أجمعين، ( ينادي فيهم:

يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فإذا متم كنتم ملوكا في الجنة )
[2] .

ولم يقل لهم: إنكم كفار ومصيركم إلى النار. [ ص: 110 ]

وقد أمر عليه الصلاة والسلام بتقديم الترغيب، والابتعاد عن التنفير جملة وتفصيلا.

أمر بذلك من أرسل من الدعاة في الأمصار، ( فأوصى به أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما حين بعثهما إلى اليمن ، فقال لهما: يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ) [3] .

وتوجه بهذه الوصية أيضا عليه السلام ، إلى الدعاة جميعا عبر حديث أنس رضي الله عنه ( فقال: يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا ) [4] .

أما الذين لا يتحدثون إلا عن المعصية والعاصين، ولا يحدثون إلا عن الشر والإجرام، وعن الذنب والآثام، وعن المكروه والحرام، ليس لهم من السنة -فيما أعلم- إلا حديث حذيفة بن اليمان ، الذي في البخاري ، " قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني " [5] .

وفي الحقيقة أن هـذا الحديث ليس دليلا على اعتماد الترهيب، ذلك أن حذيفة لم يثبت أنه أراد بسؤاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشر، لينذر به المؤمنين والمتقين والمنتمين إلى الإسلام والعاملين له، وإنما استهدف من [ ص: 111 ] ذلك الاحتياط لنفسه من إدراك الشر له، وهو الذي نص عليه، " فقال: وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني " ، فلا حجة أصلا لهم في خبر حذيفة ولا دليل البتة.

وفي معنى تقديم الترغيب وتغليب التبشير، تحقيقا لمرتكز التيسير أمور، نذكر منها:

1- الموعظة الحسنة والمجادلة بالحسنى

وهو الطريق الذي رسمه القرآن للداعين إلى سبيل الله، قال تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هـي أحسن ) (النحل: 125) .

بل إن من خلق الداعية وطريقه في التبليغ، بعد الإيمان بالله والإحسان في العبادة، أن يدعو الناس بالحسنى، جميع الناس، قال تعالى: ( وقولوا للناس حسنا ) (البقرة: 83) ..

وقال أيضا: ( وقل لعبادي يقولوا التي هـي أحسن ) (الإسراء: 53) .

فالداعية الفقيه هـو الذي يبلغ الحق على أحسن حال، ويقبل الحق على كل حال، وبيان الحق كفيل بهزيمة الباطل وانحساره.

2- عدم الغلظة والخشونة

لأن الفظاظة منفرة، والخشونة منفرة، والقلوب لا تميل ولا تستلين إلا بالتأليف ولين القول، والرفق في التبليغ. [ ص: 112 ]

وما كان محمد صلى الله عليه وسلم فظا غليظا ولا كظا خشنا، وإنما كان سمحا سهلا لينا، ولو كان فظا غليظا ما بلغ من الحق إلا القليل، وما نال من الناس إلا النفور،

ولكن الله يبرأ نبيه من ذلك فيقول: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) (آل عمران: 159) .

فإن كان بعض الدعاة اليوم أفظاظا غلاظا مع من يدعونهم إلى الخير أو يعظونهم من المسلمين، فإن الله تعالى يوصي نبيين من أنبيائه - موسى وأخاه هـارون - أن لا يغلظا القول، وأن يلينا مع أكفر الكفار وأطغى الطغاة، فرعون ، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،

فقال لهما: ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) (طه: 44) .

أما الرفق فإنه لازم من لوازم التبليغ لا يتزين الخطاب الدعوي إلا به، ولا يتجمل إلا بصحبته.. فينفر أكثر مما يبشر إذا نزع الرفق من خطاب الدعاة، ويسئ أكثر مما يحسن، إذا جفاه وأباه، وعند الإمام مسلم : ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه ) [6] .

وعن عبد الله بن مغفل : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف ) [7] .. وفي حديث عائشة رضي الله عنها ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يحب الرفق في الأمر كله ) [8] .

ولنا سنة تطبيقية لمعنى الرفق عند رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 113 ] ( دخل عليه صلى الله عليه وسلم رهط من اليهود، فقالوا: السام عليكم، ففهمتها عائشة رضي الله عنها ، وقالت: عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله، فقالت: يارسول الله! أو لم تسمع ما قالوا: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقد قلت عليكم ) [9] .

3- السعي إلى تأليف القلوب

وأما تأليف القلوب، فالسعي إلى ذلك مستحب مرغوب، بل وضرورة من ضرورات الدعوة إلى الله.. ولا شك أن التأليف من أبواب الترغيب وفتح مغاليق القلوب، فيثبت من كان حديثا في الإسلام، أو يسلم من كان للكفر وليا، أو يتوب إلى الإسلام أمثالهم من أقوامهم وعشائرهم.

وعلى كل فالتأليف مرغب محبوب، وقد راعاه الإسلام فمن به على رسوله والمؤمنين،

فيقول سبحانه: ( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) (آلعمران: 103) ،

ويزيد في منه على رسوله صلى الله عليه وسلم بالتأليف فيقول: ( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين * وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) (الأنفال: 62- 63) ..

وكذلك خصص الإسلام نصيبا من مال الزكوات للمؤلفة قلوبهم من غير المؤمنين. [ ص: 114 ]

بل يستحب للداعية الفقيه أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك بعض المستحبات، وما ترجح عنده، فيعمل بالمرجوح، تأليفا للقلوب؛ لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل المستحبات والاستمساك بالراجح، والإسلام يحصل أعظم المصلحتين، ويقدم أكبر النفعين، كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تغيير بناء الكعبة لما في إبقائه من تأليف قلوب أهل مكة ، ( فقال لعائشة عن ذلك: ألم تري أن قومك قصرت بهم النفقة، ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة، وجعلت لها بابا شرقيا، وبابا غربيا، وأدخلت فيها الحجر ) [10] .

وكما " صلى ابن مسعود خلف عثمان في السفر متما مع أنه يرى القصر في السفر وهو يقول: " الخلاف شر " [11] .

وكان الإمام أحمد -رحمه الله - يرى أن الإمام متى ما وافق المصلين بصلاته لتأليفهم، كان أولى وأفضل، وقد استحب لمن صلى بقوم لا يقنتون بالوتر، وأرادوا من الإمام أن لا يقنت، أن يترك القنوت تأليفا لهم [12] .

فالموافقة هـي الأصل، والمخالفة على خلاف الأصل، والسعي إلى الموافقة والائتلاف مرغوب محبوب، والخروج من الخلاف مستحب كما يقول الفقهاء [13] . [ ص: 115 ]

4- عدم مؤاخذة الناس بالشبهات

ولكن كثيرا ممن انتسب إلى الدعوة اليوم، لا يتيقنون من الخبر، ولا يتثبتون من الشائعات والأراجيف، وإنما يتلهفون لالتقاط أنباء وإشاعات المرجفين، وتقولات المغتابين والنمامين، فيكيلون الشتائم، ويحكمون عليهم بالفسق والفجور، خاصة إن كان من رمي مخالفا لهم في الرأي أو المذهب أو الجماعة.

وهذا بعد عن مرامي الدعوة، وجهل بأصولها، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هـكذا، يؤاخذ الناس بالشبهات والأراجيف، حتى مع من اعترف وأقر بالمعصية والجريمة.

فقد جاء ماعز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، معترفا على نفسه بالزنا، عارضا لها على قضاء الله وحكمه، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الدعاة والتقاة: ( لعلك غمزت أو قبلت أو نظرت إليها ) . ( قال ابن عباس رضي الله عنهما : كأنه يخاف أن لا يدري ما الزنا.. فلما أكد على نفسه، أمر عند ذلك برجمه ) [14] .

وهكذا يجب أن يكون كل داعية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى دينه ورسالته،فيرتكز خطابه الدعوي على التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير، ولا يلتفت لمتهم له بالتساهل، أو الانحلال في الدين، بل يستصحب معه مقولة الدعاة من أهل الفقه: " نحن قوم لا نعرف التساهل في الدين، ولكن نعرف التيسير فيه، ولا نعرف التشديد في الدين،ولكن نعرف الاستمساك فيه " . [ ص: 116 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية