الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3972 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس بن يعقوب قال: حدثنا أسيد بن عاصم قال: حدثنا الحسين بن حفص، عن سفيان قال: حدثني ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير: أن عمر، "قنت بعد الركوع، فذكر دعاءه للمؤمنين، ودعاءه على الكفرة، وقنوته بالسورتين".

3973 - كما رواه ابن أبي ليلى.

3974 - وأخبرنا أبو عبد الله قال: حدثنا أبو العباس قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا محمد بن بشر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع: أن عمر "كان يقنت في صلاة الصبح".

3975 - قال الشيخ أحمد: هذا عن عمر، صحيح، وقد ذكرنا شواهده في كتاب السنن.

3976 - قال الشافعي: وأخبرنا رجل، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه: أن عليا كان "يقنت في الصبح بعد الركعة الآخرة".

[ ص: 126 ] 3977 - قال: وأخبرنا رجل، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن عليا، "قنت في الفجر بعد الركوع".

3978 - قال الشيخ أحمد: قد ذكرنا إسنادنا في هذا في كتاب السنن.

3979 - وأخبرنا أبو سعيد قال: حدثنا أبو العباس، قال أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: فيما بلغه عن هشيم، عن حصين بن أبي معقل أن عليا "قنت في صلاة الصبح".

3980 - قال الشيخ أحمد: وقد رواه سفيان الثوري، عن أبي حصين، عن عبد الله بن معقل، عن علي.

3981 - ورويناه من وجه آخر عن علي .

[ ص: 127 ] 3982 - ولا معنى لإنكار من أنكر القنوت في صلاة الصبح، لأن الحكم لقول من شاهد وسمع، لا لقول من لم يشاهد، ولم يسمع.

3983 - وقد بينا خطأ من ادعى النسخ بنزول قوله عز وجل: ( ليس لك من الأمر شيء ) .

3984 - وحديث عبد الرحمن بن أبي بكر في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، للمستضعفين بالنجاة، والدعاء على مضر، ونزول الآية فيه، وقوله: فما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أحد.

3985 - إسناده غير قوي.

3986 - وقد روينا فيما، هو أصح منه: أن نزول، هذه الآية، تقدم هذا الدعاء.

3987 - وقد يحتمل أن يكون مراده بقوله: فما عاد يدعو على أحد، أي على أحد بعينه، لأنه لم يحتج إليه، ولو احتاج إليه لعله كان يعود إليه، كما كان يدعو على صفوان بن أمية، وغيره، زمان أحد، فنزلت هذه الآية، لما في علم الله تعالى من هداهم، فتركه، ثم عاد إليه، حين احتاج إليه على آخرين، حين قتل أهل بئر معونة، وحين احتاج إليه للمستضعفين بالنجاة، وعلى مضر بالهلاك، حين اشتدوا على جيش المسلمين بمكة، ثم تركه حين قدموا، فقال له عمر: يا رسول الله ما لك لم تدع للنفر؟ قال: "أوما علمت أنهم قد قدموا"، وكان هذا بعد نزول الآية بسنتين.

[ ص: 128 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية