الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
67 - القراءة خلف الإمام

3737 - قال الله عز وجل: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) .

3738 - قال الشافعي رحمه الله في القديم: فهذا عندنا على القراءة التي تسمع خاصة.

3739 - قال الشيخ أحمد: وروينا، عن مجاهد أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، "يقرأ في الصلاة، فسمع قراءة، فتى من الأنصار، فنزلت هذه الآية".

3740 - وروي من وجه آخر عن مجاهد، أنه قال: "نزلت في خطبة يوم الجمعة" .

[ ص: 75 ] 3741 - وروينا عن أبي هريرة، أنه قال: "كانوا يتكلمون في الصلاة، فنزلت هذه الآية".

3742 - وكذلك قال معاوية بن قرة .

3743 - وروي من وجه آخر، عن أبي هريرة، أنه قال: "نزلت في رفع الأصوات، وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة" . 3744 - وروينا عن أبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا كبر الإمام، فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا".

3745 - وقد أجمع الحفاظ على خطأ هذه اللفظة في الحديث، وأنها ليست بمحفوظة: يحيى بن معين، وأبو داود السجستاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو علي الحافظ، وعلي بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ.

3746 - ومن قال بهذا القول: إنما اعتمد على ما أخبرنا أبو أحمد المهرجاني قال: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا ابن بكير قال: حدثنا مالك ح.

3747 - وأخبرنا أبو إسحاق الفقيه قال: أخبرنا شافع قال: أخبرنا أبو جعفر بن سلامة قال: حدثنا المزني قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة قال: "هل قرأ أحد منكم معي آنفا" قال رجل: نعم يا رسول الله قال: " إني أقول: ما لي أنازع القرآن " قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة، من الصلوات، حين سمعوا ذلك، من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 76 ] 3748 - قال الشيخ أحمد: هذا حديث تفرد به ابن أكيمة، وهو مجهول، ولم يكن عند الزهري من معرفته أكثر من أن رآه يحدث سعيد بن المسيب، واختلفوا في اسمه، فقيل: عمارة، وقيل: عمار قاله البخاري.

3749 - قال أحمد: وقوله فانتهى الناس عن القراءة، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما جهر فيه، من قول الزهري .

3750 - قاله: محمد بن يحيى الذهلي، صاحب الزهريات، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو داود السجستاني.

3751 - واستدلوا على ذلك برواية الأوزاعي، حين ميزه من الحديث، وجعله من [ ص: 77 ] قول الزهري، فكيف يصح ذلك عن أبي هريرة، وأبو هريرة يأمر بالقراءة خلف الإمام، فيما جهر به وفيما خافت.

3752 - وهذا الذي يروى فيه، من قول النبي صلى الله عليه وسلم، دون ما بعده من قول الزهري في معنى ما رواه عمران بن حصين في مثل هذه القصة، وهو مخرج في كتاب مسلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية